عقب انتهاء الهدنة، انفجرت الأوضاع في السودان على أكثر من جبهة، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة في مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان بين الجيش وقوات الحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو. وقال وزير الصحة بولاية شمال كردفان، الفاتح عبدالرحمن، إن القتال بين الجيش والدعم السريع، تسبب في مقتل وإصابة مئات الأشخاص في الولاية منذ اندلاع الحرب، مؤكداً وفقاً لموقع "سودان تريبيون"، أنه قُتل 250 شخصاً، فيما أصيب 1000 آخرون، مشيراً إلى أن الوزارة نفذت تدابير شملت تفعيل إجراءات الطوارئ في مستشفيات الأبيض والضمان والعسكري. وشهدت الأجواء في السودان طلعاتٍ جوية للطيران الحربي في أم درمانوالخرطوم، فيما تصدت لها قواتُ الدعم السريع بالمضادات الأرضية، وسط اندلاع اشتباكات عنيفة في منطقة المهندسين وحي الفتيحاب بأم درمان في الخرطوم. وقد أوقعت المعارك الدائرة بين الجيش بقيادة عبدالفتّاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" أكثر من 2000 قتيل، وفقاً لتقديرات يرى خبراء أنها أقل بكثير من الواقع. وفي الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور في غرب البلاد، والمدينة الأكثر تضرراً من الحرب، تمتلئ الشوارع المهجورة بالجثث فيما تعرضت المتاجر للنهب، فيما حذرت الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة "إيغاد" من أن النزاع "اكتسب الآن بُعداً عرقياً، وتحدّثت عن احتمال وقوع جرائم ضد الإنسانية في دارفور. ومنذ أيام يفرّ سكان الجنينة سيراً على الأقدام في طوابير طويلة، حاملين معهم ما تيسّر، على أمل الوصول إلى تشاد الواقعة على بُعد 20 كيلومتراً إلى الغرب. وأظهرت شهاداتٌ مروعة ما يحدث مع الفارين من مدينة الجنينة خلال محاولات الهرب، حيث انتشرت صورُ الجثث في شوارع المدينة. ويقول هؤلاء الفارّون من أتون المعارك إنّهم يتعرّضون لإطلاق نار ويتمّ تفتيشهم مرّات عدّة على الطريق.