لن يتوقف الشارع الرياضي السعودي اليوم عن الجدل في ظل أخبار التعاقدات الكبيرة التي تشهدها الأندية التابعة لصندوق الاستثمارات العامة (الهلال والاتحاد والنصر والأهلي)، فإرضاء الجماهير الرياضية على اختلاف ألوانها أمر في غاية الصعوبة في واقعنا الرياضي اليوم المليء بالتفاعل، لاسيما وأن بعض إعلام تلك الأندية عاش فترة طويلة وهو ضحية لنظرية المؤامرة وهاجس المظلومية تلك التي استولت بشكل كبير على حيز من تفكيره وشكلت أنماطا متنوعة من هذا التفكير الغارق في زوايا محددة فصارت تظهر حتى في صناعة المحتوى اليوم في عالم السوشيال ميديا بكل أسف. ولا يعلم ولا يدرك من كان أسيراً لنظرية المؤامرة أن نظرة ورؤية صندوق الاستثمارات كمالك للأندية الأربعة تختلف عن نظرة المشجع الغارق بميوله المتوجس من حالة التعاقدات.. وتتناقل بعض الجماهير فكرة تحويل مسار لاعب من فريق إلى فريق آخر، كما يتم تداول دخول النادي «أ» على صفقة النادي «ب»، وهو الأمر الذي كان يمكن قبوله والتصديق به قبل استحواذ الصندوق على تلك الأندية وانتقال ملكيتها بنسبة 75%. في خطوة نحو تعزيز المنافسة الرياضية ودعم المشاركة العامة في النشاطات الرياضية في جميع أنحاء المملكة وتشجيع القطاع الخاص في الاستثمار من خلال القطاع الرياضي. ولا شك أن صفقة النجم العالمي كرستيانو رونالدو لنادي النصر التي تمت الموسم الرياضي الفائت جاءت ضمن مشروع جودة الحياة في المملكة، وفق ما أشار إليه سابقا وزير المالية محمد الجدعان، والتي تعد محورا مهما في رؤية 2030م. وتركت انعكاساتها الإيجابية وأبهجت الجماهير السعودية بوجه عام والنصراوية بشكل خاص. لكننا نتساءل اليوم: هل كان ذلك المشجع البسيط يتوقع أن إدارة ناديه السابقة تستطيع أن تتعاقد مع لاعب شهير بحجم وقيمة رونالدو؟ ثم يأتي الآن ويقول مغردا إن ناديه غير مدعوم بالصفقات؟.. إلخ. إن حالة الجحود والنكران وتجاهل الدعم الكبير موضوع يستحق التوقف أمامه طويلًا..