النجاح الاستثنائي لموسم حج 1444ه كان مثار إعجاب العالم، خصوصاً أنه شهد العديد من التحسينات في التجربة العامة، تمثلت في الإجراءات الأمنية الشاملة المنفذة حفاظاً على الخدمات المتميزة السنوية للحجاج، إذ وُضعت أنظمة مراقبة متزايدة، وتكنولوجيا متقدمة، وبروتوكولات أمنية صارمة، لخلق بيئة آمنة للحجاج لأداء الفريضة، مع استخدام «الذكاء الاصطناعي» في معظم المواقع في إدارة الحشود. ويعد النقل الفعال أمراً حيوياً لسلاسة حركة الحجاج، بعدما شهد تحسينات كبيرة لاستيعاب الأعداد المتزايدة، مع استخدام أحدث الحافلات والقطارات وخطوط المترو لتسهيل حركة الحجاج بين الأماكن المقدسة، ما يضمن رحلة مريحة خالية من المتاعب. وساهمت النقلة التي شهدها قطاع إسكان الحجاج في النجاح، من خلال بناء خيام عالية الجودة، مجهزة تجهيزاً جيداً في منى وعرفات ومزدلفة، توفر مكاناً مريحاً للحجاج للإقامة، وتنفيذ مرافق النظافة مثل دورات المياه النظيفة، وأنظمة الصرف الصحي، للحفاظ على النظافة، ومنع انتشار الأمراض. واستحوذت صحة الحجاج ورفاهيتهم على الأهمية القصوى، مع توفير خدمات طبية وصحية شاملة، وإنشاء مراكز طبية مجهزة يعمل بها متخصصون ذوو خبرة في الرعاية الصحية لتقديم المساعدة الطبية الفورية، كما كانت خدمات سيارات الإسعاف متاحة بسهولة لضمان النقل السريع إلى المستشفيات إذا لزم الأمر. ولعب التطور التقني دوراً حاسماً في تعزيز تجربة الحج، من خلال استخدام تطبيقات الهاتف المحمول والمواقع الإعلامية والمنصات الرقمية لإيصال المعلومات للحجاج حول الجداول الزمنية والمسارات والتحديثات، وقد أحدث ذلك تنسيقاً وتواصلاً أفضل بين الحجاج والسلطات، وكذلك بين الحجاج وأسرهم. باختصار.. يمكن أن نعزو نجاح حج هذا العام إلى نظام الخدمات الشامل المقدم لضيوف الرحمن، من تدابير أمنية إلى تحسين النقل والإقامة والرعاية الصحية والتقدم التكنولوجي، وتم تخطيط وتنفيذ كل جانب بدقة، في ظل تفاني القائمين على الحج لضمان تجربة حج سلسة لا تُنسى لملايين المسلمين حول العالم.