حقق حج هذا العام نجاحاً استثنائياً كان مثار إعجاب العالم، رغم أن الأرقام الرسمية تشير إلى عودة عدد الحجاج إلى ما قبل جائحة كورونا، بعدما وصل عدد من أدوا الفريضة إلى 1.845.045 حاجاً، منهم 1.660.915 من الخارج، و 184.130 من الداخل، لكن التخطيط الدقيق وتفاني أكثر من 40 جهة أدى إلى نجاح كبير. ولا يخفى على الكثيرين أن موسم الحج شهد العديد من التحسينات في التجربة العامة، تمثلت في الإجراءات الأمنية الشاملة التي نفذتها المملكة حفاظاً على رفاهية ضيوف الرحمن، حيث تم وضع أنظمة مراقبة متزايدة وتكنولوجيا متقدمة وبروتوكولات أمنية صارمة لمنع أي تهديدات محتملة وخلق بيئة آمنة للحجاج لأداء طقوسهم مع استخدام الذكاء الاصطناعي في معظم المواقع وكذلك في إدارة الحشود. ويعد النقل الفعال أمرًا حيويًا لسلاسة حركة الحجاج، بعدما شهد تحسينات كبيرة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج، مع استخدام أحدث الحافلات والقطارات وخطوط المترو لتسهيل حركة الحجاج بين مختلف الأماكن المقدسة، وكذلك قطار المشاعر المقدسة، مما يضمن رحلة خالية من المتاعب ومريحة، كذلك ساهمت النقلة التي شهدها قطاع الإقامة في النجاح، من خلال بناء خيام عالية الجودة، مجهزة تجهيزًا جيدًا في منى وعرفات ومزدلفة، توفر مكاناً مريحاً للحجاج للإقامة، وتنفيذ مرافق النظافة مثل الحمامات النظيفة وأنظمة الصرف الصحي للحفاظ على النظافة ومنع انتشار الأمراض. واستحوذت صحة الحجاج ورفاهيتهم على الأهمية القصوة في حج 1444، مع توفير خدمات طبية وصحية شاملة، وإنشاء مراكز طبية مجهزة يعمل بها متخصصون ذوو خبرة في الرعاية الصحية لتقديم المساعدة الطبية الفورية، كما كانت خدمات سيارات الإسعاف متاحة بسهولة لضمان النقل السريع إلى المستشفيات إذا لزم الأمر. ولعب التطور التقني دورًا حاسمًا في تعزيز تجربة الحج، من خلال استخدام تطبيقات الهاتف المحمول والمواقع الإعلامية والمنصات الرقمية لإيصال المعلومات للحجاج حول الجداول الزمنية والمسارات والتحديثات، وقد أحدث ذلك تنسيقًا وتواصلًا أفضل بين الحجاج والسلطات وكذلك بين الحجاج وأسرهم. باختصار يمكن أن نعزو نجاح حج هذا العام إلى نظام الخدمات الشامل المقدم لضيوف الرحمن، من تدابير أمنية إلى تحسين النقل والإقامة والرعاية الصحية والتقدم التكنولوجي، تم تخطيط وتنفيذ كل جانب بدقة، في ظل تفاني القائمين على الحج لضمان تجربة حج سلسة لا تُنسى لملايين المسلمين حول العالم. ومن هنا نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان "حفظهما الله" على ما تم توفيره من كافة سبل الراحة لضيوف الرحمن، سائلًا المولى عز وجل أن يتقبل من الحجيج حجهم، وأن يوفق جميع الجهات الحكومية في المملكة لتقديم خدماتٍ مميزةٍ لحجاج بيت الله الحرام. د. عادل عبدالغني الصحفي