يقفون بكل بسالة لاستقبال المركبات التي اصطفت في خطوط طولية مزدحمة تتجه إلى مكة، يحملون بين أيديهم أجهزتهم الذكية، وعلى محياهم ترتسم ابتسامة الثقة، وتحمل ملامحهم مزيجاً من الصرامة والأدب. يستوقفون المركبات مرحبين بمن فيها، طالبين منه إبراز هويته وتصريح حجه إذا كان محرماً، ثم يقومون بتوجيه السائق إما نحو مكة وهم يودعونه بابتسامة واحترام، أو إلى لجنة التحقق من المخالفين. رجال الأمن الذين يعملون في مركز البهيتة الأمني على طريق الطائفمكة السريع، يبلغ عددهم أكثر من ألف فرد و50 ضابطاً يتواجدون في تلك البقعة ليشكلوا خط الدفاع الأول ضد المخالفين الذين يحاولون الوصول إلى مكة والالتحاق بركب الحجيج دون تصاريح. وتندرج تحت مركز البهيتة الأمني 13 نقطة فرز أمنية ذات مواقع مختلفة على مداخل مكة تتبع كلها لهذا المركز؛ الذي يتبع بدوره لشرطة منطقة الطائف بحكم موقعه الجغرافي. ويعمل المركز، الذي ينطلق منذ بداية موسم الحج في كل عام، على التثبت من تصاريح الحجاج المتجهين إلى مكة ومنع المخالفين، إذ يجري تحويل المخالفين إلى لجنة مختصة تقوم بالتحقيق معهم وتحويلهم إلى اللجنة الإدارية المختصة التي توقع عليهم، بدورها، العقوبة التي نص عليها النظام. كما يقوم المركز بتحويل مسار الذاهبين إلى جدة نحو طريق الجموم والزيمة حتى لا يشكلوا عبئاً على الطريق السريع المتجه إلى مكة. وتصل إحصائية من يتم منعهم وإيقافهم في النقطة من مخالفي نظام الحج؛ الذين لم يحصلوا على تصاريحه اللازمة، إلى أكثر من 4 آلاف شخص مخالف في اليوم الواحد.