ما زالت الجماهير السعودية، وتحديداً مشجعي الاتحاد والنصر، تترقب تتويج فريقها بالدوري، وتنتظر في حالة قلق وتوتر كبيرين التقلبات التي ما زالت تشهدها ساحة الدوري، ويظل السؤال: هل «توتر التتويج» بين جماهير الاتحاد والنصر يعد أمراً طبيعياً؟ رداً على السؤال يقول الباحث الاجتماعي والنفسي والمهتم بالشأن الرياضي طلال محمد الناشري ل«عكاظ»: «بطبيعة الحال ما زالت ساحة الدوري، وخصوصاً بين الاتحاد والنصر تشهد المد والجزر، فإلى الآن لم تحسم الصورة بالشكل الجذري الذي نستطيع فيه تتويج بطل الدوري مبكراً، فما زالت هناك مباريات قد تُحدث الفارق، فصراع الكبار (الاتحاد، النصر) ما زال يكتنفه الغموض، فالفريقان ينتظران تعثر أحدهما لضمان فوارق النقاط. وتابع «الناشري»: «بطبيعة الحال التوتر يزداد أكثر في المباريات الأخيرة؛ لكونها تحسم الكثير من الأمور، فنتائجها المنتظرة قد تمنح الأمان لبعض الفرق والإحباط لأخرى، ولا يقتصر هذا التوتر على لاعبي وإداريي الفريق، بل يشمل الجماهير التي تساند إلى آخر لحظة سعياً في تتويج فريقها». وأضاف: «كلما شارف الدوري على نهايته تزداد المنافسة بين الفرق التي تحتل الصدارة، وهنا تزداد المخاوف أيضاً من أي تعثرات، وبالتالي فإن أموراً عديدة تحكم السيطرة على المركز الأول؛ أهمها الاستقرار النفسي، تنفيذ خطة المدرب بالشكل المطلوب، تجنب الأخطاء، تفادي الكروت الصفراء والحمراء، مساندة الجماهير». واختتم الناشري بقوله: «التراشق وتبادل الكلام غير اللائق بين الجماهير في مواقع التواصل الاجتماعي لن يمهّد للفرق الكبيرة الفوز أو الخسارة، ولن يقلل من شأنهما، فالاتحاد والنصر لهما صولات وجولات وتاريخ كروي مسجل بماء الذهب، ومشاركات لم تقتصر على الدوري المحلي فقط، بل مشاركات عربية وعالمية، مما يؤكد مكانتهما الرفيعة في الرياضة المحلية والخليجية والعربية والعالمية، وبالتالي فإن تسخير المنصات في التراشق وتبادل الكلام غير اللائق هو تقليل من شأن هذه الفرق، ومن الجميل أن يكون هناك ولاء كبير من الجماهير الرياضية لأنديتها، فهذا الأمر يظهر الفرحة بالفوز والعتاب بالخسارة، ومن حق كل مشجع أن يعبّر عن مشاعره وفرحته نحو فريقه بأي طريقة؛ شريطة ألا تتضمن هذه الطريقة أذية لفظية أو سلوكية أو غير ذلك نحو الآخرين، فالانتماء الحقيقي للنادي يجب ألا يتعدى قيم ومبادئ وأخلاق التشجيع، وأي تجاوز لذلك يعتبر تعصباً كروياً غير حميد وقد يهدد صحة المشجع».