غداً (الأحد)، سيكون الأتراك على موعد مع انتخابات رئاسية وبرلمانية حاسمة، إذ عليهم الاختيار بين الرئيس التركي المنتهية ولايته مرشح «تحالف الشعب» رجب أردوغان وبين مرشح المعارضة «تحالف الأمة» كمال كليجدار. وكشفت استطلاعات الرأي حتى يوم أمس (الجمعة)، عن تقدم طفيف لكليجدار أوغلو الذي يقترب من تجاوز عتبة ال50% من الأصوات اللازمة لتجنب دورة ثانية في 28 مايو الجاري، لكن كل الخيارات واردة، بحسب مراقبين سياسيين، الذين يعتقدون أن الجولة الأولى لن تكون حاسمة، وأن ثمة جولة ثانية ستقرر مصير تركيا خلال السنوات القادمة. ودعي نحو 64 مليوناً و113 ألفاً و941 ناخباً، بينهم 60 مليوناً و697 ألفاً و843 شخصاً داخل تركيا، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات 14 مايو. ورغم أن هناك 3 مرشحين يخوضون السباق الرئاسي بعد انسحاب إنجه، إلا أن المنافسة تنحصر بين أردوغان مرشح تحالف «الشعب» الحاكم، وكمال كليجدار أوغلو مرشح تحالف «الأمة» المعارض. وقبل 3 أيام فقط من الاقتراع، أعلن رئيس حزب «الوطن» محرم إنجه، انسحابه من السباق الرئاسي، في خطوة مفاجئة بالنسبة لمرشح كان أردوغان يعول على أصواته لدعمه بشكل غير مباشر عبر خصمها من الذهاب احتمالاً للمعارضة. وأفادت تقارير عدة مبنية على نتائج استطلاعات للرأي بأن أردوغان لن يفوز في الجولة الأولى. وحشد أردوغان أنصاره قبيل الاقتراع، محذراً من أنهم قد يدفعون «ثمناً باهظاً» في حال صعود منافسه العلماني إلى السلطة. وقال في تجمع في إسطنبول لأنصاره الذين لوحوا بالأعلام: «لا تنسوا... قد تدفعون ثمناً باهظاً إذا خسرنا». واكتفى أردوغان رداً على سؤال بشأن ما إذا كان سيفوز في الانتخابات، بالقول إن «صناديق الاقتراع ستقرر (الأحد). وأقر بأنه يواجه صعوبة في استمالة القاعدة الناخبة من الشباب الذين لا يتذكرون الفساد والفوضى الاقتصادية التي كانت سائدة في ظل الحكومات العلمانية في التسعينيات. ورغم عدد الناخبين المليوني، فإن مصير الرئيس أردوغان يبدو متوقفاً على نحو 13 مليون ناخب يطلق عليهم الجيل «Z»، وهم الذين يخوضون تجربة الانتخابات لأول مرة، وهي شريحة كبيرة ومؤثرة قد تلعب دور العامل الحاسم في تحديد النتائج. هؤلاء الشباب من مواليد منتصف التسعينيات وحتى عام 2010، أي الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً، ويقدر عددهم بنحو 13 مليوناً، ما يقرب من نصفهم لم يصوتوا من قبل في أية انتخابات. ويبلغ عدد من يحق لهم التصويت من بين هذه الفئة أكثر من 6 ملايين ناخب، أي 12% من مجمل أصوات الناخبين، وهي نسبة حاسمة لأي من المترشحين. وبما أن هذا الجيل يميل إلى التجديد والتغيير، فإن ثمة مخاوف من عدم تصويتهم لأردوغان، إذ أظهرت استطلاعات الرأي انحياز غالبيتهم للأحزاب المعارضة، إلا أن ذهاب أصوات هؤلاء الشباب لمرشح المعارضة ليس مضموناً أيضاً. أما ضبابية المزاج الانتخابي لهذه الفئة الشبابية فتعود لأسباب لخصها مركز «غيزيجي» للأبحاث التركي، بالبحث عن نظام ديمقراطي وسط خيبة أمل من الأوضاع الاقتصادية والمعيشية أبرزها البطالة. ومن المنتظر أن تعكس نتائج الاقتراع توجهات الشباب في تركيا.