مني الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بانتكاسة مذهلة في الانتخابات المحلية، وخسر حزبه الحاكم «العدالة والتنمية» العاصمة أنقرة للمرة الأولى. وألحق الناخبون بالحزب الحاكم هزائم في مدن كبرى مثل أزمير في أقوى ضربة يتعرض لها الحزب على مدار 16 عاما. وتشكل خسارة العاصمة أنقرة انتكاسة غير مسبوقة لأردوغان منذ توليه السلطة، في وسط عاصفة اقتصادية تشهدها تركيا. » هزيمة كبيرة وتكبد أردوغان هزيمة فادحة مع خسارته العاصمة أنقرة، التي بقيت تحت سيطرة حزب العدالة والتنمية وأسلافه الإسلاميين على مدى 25 عاما. وبحسب وكالة الأناضول، فإن مرشح المعارضة منصور يافاس هزم مرشح حزب العدالة والتنمية محمد أوز هسكي بحصوله على 50.9% من الأصوات مقابل 47% بعد فرز 99% من صناديق الاقتراع. من جهتها، حضت المعارضة التي تخشى حصول عمليات تزوير، المراقبين على «عدم النوم خلال الساعات ال48 الأخيرة» لمراقبة مكاتب فرز الأصوات. » إقرار بالخسارة ويبدو أن لقاءات أردوغان الجماهيرية والتغطية الإعلامية الكبيرة الداعمة لم يكفيا للتغلب على مخاوف العديد من الناخبين من انزلاق تركيا صوب كساد اقتصادي بعد أزمة العملة العام الماضي. وقالت اللجنة العليا للانتخابات التركية صباح الإثنين: إن مرشح حزب الشعب الجمهوري يتقدم في منصب رئيس بلدية أسطنبول على مرشح حزب العدالة والتنمية بنحو 28 ألف صوت. ومع خسارة تحالفه بعض المدن الكبرى مثل أنطاليا وأضنة (جنوبا) إضافة إلى أنقرة، اعترف أردوغان بأنه يتحتم عليه «معالجة مكامن الضعف». وما يزيد من أهمية حصيلة المعارضة في أنقرة وأسطنبول، أن حزب العدالة والتنمية حظي بتغطية وحضور كاسحين في وسائل الإعلام، التي تسيطر السلطة على معظمها. » الورقة الاقتصادية وأوضح العديد من الناخبين، الذين التقتهم وكالة فرانس برس بمكاتب الاقتراع في أسطنبول وأنقرة، أن الموضوع الذي تصدر هذه الانتخابات هو الاقتصاد. وبعدما استند حزب العدالة والتنمية لسنوات إلى نمو اقتصادي قوي لتحقيق انتصاراته الانتخابية منذ 2002، خاض حملته الانتخابية هذه المرة في ظل أول انكماش منذ عشر سنوات وتضخم قياسي وبطالة متزايدة. وقال الأستاذ المساعد في جامعة بيلكنت بيرك إيسن: «أردوغان جازف بتحويله هذا الاقتراع إلى انتخابات وطنية، هذه الهزيمة ستعتبر هزيمته». » فرحة كليجدار من جانبه، قال زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كليجدار أوغلو، الذي ألحق الهزيمة بأردوغان في العاصمة أنقرة: إن «الشعب أظهر موقفا مؤيدا للديمقراطية، وهذا يمثل ضوءا مهما للغاية بالنسبة لنا». وأضاف كليجدار أوغلو: «لقد قمنا بأداء الانتخابات المحلية، وأدلينا بأصواتنا فيها، وبداية أريد أن أقول إن هذه أول مرة نواجه فيها ظلما خلال استحقاق انتخابي على مدار الاستحقاقات، التي عشناها حتى اليوم». وتابع قائلا: «رغم كل الضغوط، وحملات الافتراء إلا أننا استطعنا أن نحقق نجاحًا، ونجاحنا نراه نجاحًا ل81 مليون تركي، ونراه كذلك اشتياقًا وتعطشًا لدى81 مليون إنسان للديمقراطية».