أكد ممثل الأممالمتحدة الخاص في السودان فولكر بيرتس، أن اتفاق جدة بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع من أجل حماية المدنيين وتأمين مرور المساعدات، يمثل خطوة أولى مهمة جدّاً. وكشف في تصريحات له، اليوم (لجمعة)، أن أحد الطرفين السودانيين أبلغه أن ممثلي الجيش والدعم السريع يعتزمون البقاء ومواصلة محادثات وقف إطلاق النار، لمدة 10 أيام. وقال: نتوقع أن تستأنف المحادثات بشأن وقف إطلاق اليوم أو غداً، بحسب ما نقلت عنه «فرانس برس». وأضاف: إن عدم الالتزام بعمليات وقف إطلاق النار في البلاد حتى الآن يعود لاعتقاد كل طرف أن بإمكانه الانتصار، إلا أن أن طرفي الصراع أدركا الآن أن النصر لن يأتي سريعاً. وفي ما يتعلق باحتمال مغادرة السودان كما فعل العديد من البعثات الدبلوماسية، وسط احتجاجات على وجوده، أكد بيرتس أنه باقٍ ولن يترك البلاد. ووقع موفدا الجيش والدعم السريع، في وقت مبكر صباح اليوم في جدة، اتفاق مبادئ أولياً تضمن 7 بنود، نصت معظمها على حماية المدنيين، وتأمين مرور المساعدات الإنسانية والطبية، وترتيب انسحاب القوات العسكرية من المستشفيات والعيادات، ودفن الموتى بطريقة لائقة. وتعهد الجانبان بمتابعة المحادثات بغية الوصول إلى وقف إطلاق نار قصير لمدة 10 أيام، من أجل تأمين تلك المتطلبات. وأعلنت كل من السعودية وأمريكا أن جولات أخرى ستعقد لاحقاً، من أجل إرساء هدنة طويلة، تليها مفاوضات لاحقة قد تجمع القوى المدنية إلى جانب القوات العسكرية، من أجل التوصل إلى حل يعيد البلاد إلى الطريق الديمقراطي. وأسفر القتال الذي انطلق في 15 أبريل بين القوتين العسكريتين الأكبر في السودان، عن سقوط أكثر من 600 قتيل، وإصابة أكثر من خمسة آلاف. من جانبها، أفادت وزارة الصحة السودانية بأن 450 على الأقل لقوا حتفهم في منطقة دارفور الغربية، وحدها. وتسبب القتال في نزوح 700 ألف داخل البلاد، ولجوء 150 ألفاً إلى الدول المجاورة، بحسب إحصاءات الأممالمتحدة.