حين جاوب فنان العرب عن سؤال المديفر في برنامجه «الليوان»: من هو صانع الأغنية؛ قالها بكل ثقة: «محمد عبده».. هذه الثقة التي هي نتاج مشوار نصف قرن ونيف؛ جاءت بعدها فئات في «توتير» لا علاقة لهم بالفن ليكيلوا الشتائم لرجل سبعيني صاحب خبرة واسعة.. هؤلاء المتعصبون فنياً مواليد الألفية الذين عمت بصائرهم وكذبوا الحقائق؛ أعادوا الصورة المظلمة للصحافة الفنية في زمن السبعينات. إن تاريخ صانع الأغنية السعودية التي أخرجها إلى النور لتأخذ مكانها على خارطة الفن العربي؛ تتحدث عنه الأرقام بأغانٍ وطنية وعاطفية، ونفاد تذاكر حفلاته الموسمية محلياً وعربياً.. فلقب «فنان العرب» استحقه بجدارة منذ الثمانينيات من الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة الذي قدَّر مشواره كأيقونة للفن العربي.. نحن لسنا من نقيِّم ذلك التاريخ المرصع بالإنجازات الكبرى، وإسقاطات بعض المشككين بجدل غير مقنع على قامة فنية كبيرة إساءة للوطن والفن السعودي. هناك من يجتز ويفبرك لقاءات ذلك القامة الفنية بتفنن بقص مقاطعها لإيهام الناس بأنه لا يعي التحدث، مثل قوله في «الليوان» بأنه محكي بدعوات والدته، إذ قالت: «من لا يتقي الله لا يحب محمد عبده».. فمن فينا لا يتقي الله، ومن الطبيعي من يتق الله يحب كل مسلم، وهذا تصريح لفنان العرب لا يحتاج إلى تعليل حتى تركب عليه المقاطع الساخرة، وهو يقول على لسانه «يأتي إليَّ أناس لا اعرفهم، ويقولوا نكرهك في الله»، فقال لهم بكل أدب: «جزاكم الله خيراً». يجب عليكم التوقف عن هذه السذاجات غير المقبولة ومحاسبة أنفسكم، فتاريخ فنان العرب كالشمس الشارقة التي يشع نورها كل أرجاء الدنيا ولا يمكن حجبها بغربال، وسيبقى تاريخ الأغنية السعودية شامخاً بمن حمل على عاتقه هذه المسؤولية وصنعها بعرق جبينه، وأظهرها بأجمل صورة للعالم، بعدما كانت تدور في محيطها المحلي، واليوم هي في أوج قيمتها الأدبية، وتتربع على عرشها دون منافس.. فكل ما هو جميل هو صناعة سعودية.. لن نزيد في السرد، وخير الكلام ما قل ودل، واللبيب بالإشارة يفهم، ولا عزاء لعشاق النصيحة.