رهن الجيش السوداني استمرار أي هدنة بتراجع الدعم السريع عن مناطق انتشاره في العاصمة الخرطوم، مؤكدا أن قواته تصدت للدعم السريع في محيط القيادة العامة ومطار الخرطوم. ونقلت قناة «العربية» تصريحات خاصة للجيش السوداني، اتهم فيها الدعم السريع بحشد قواته بين المناطق الحيوية قرب المناطق السكنية في الخرطوم، متهماً إياه بخرق الهدنة من خلال استهداف مناطق متفرقة بالخرطوم ما تسبب في دمار كبير في عدة مرافق حكومية. وكان رئيس المجلس السيادي السوداني عبدالفتاح البرهان أعلن اليوم (الجمعة) أن بلاده ستخرج من المعركة الحالية أكثر تماسكاً وقوة، فيما رفض الجيش السوداني الهدنة التي وافقت عليها قوات الدعم السريع. وقال البرهان: «سنخرج من معركتنا أكثر تماسكاً وقوة. سنتجاوز هذه المحنة أكثر قوة بما يحافظ على أمن البلاد». وأضاف أن «أصوات الرصاص والدمار لم تترك مجالا لفرح يستحقه أهلنا في كل ربوع بلادنا الحبيبة»، معربا عن ثقته في إمكانية تجاوز المحنة «بما يمكننا من الانتقال الآمن للحكم المدني». وكانت قوات الدعم السريع وافقت على هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة، على أن تبدأ في السادسة صباح اليوم (الجمعة) بالتوقيت المحلي. وأضافت في بيان أن الهدنة تأتي تزامنا مع عيد الفطر المبارك ولفتح ممرات إنسانية لإجلاء المواطنين وإتاحة الفرصة لهم لمعايدة ذويهم. إلا أن مصادر في الجيش السوداني اعتبرت أن الحديث عن هدنة لم يعد مطروحا، وأن مواقع قوات الدعم السريع في العاصمة أصبحت معدودة. وأفادت قوى وطنية سودانية مساء أمس (الخميس) بحصولها على موافقة مبدئية من أطراف الصراع لوقف العدائيات خلال أيام العيد. وأضافت أنها ستقدم مبادرة شاملة تهدف إلى وقف شامل لإطلاق النار واتخاذ الحوار سبيلا لحل الخلافات. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في وقت سابق الأطراف السودانية إلى وقف إطلاق النار ثلاثة أيام على الأقل بمناسبة عيد الفطر للسماح للمدنيين المحاصرين في مناطق الصراع بالخروج.