دفعت الحرب أعدادا كبيرة من سكان العاصمة السودانية الخرطوم إلى الفرار بحثا عن ملاذ آمن مع تصاعد القتال في وسط المدينة، خصوصا في محيط القيادة العامة للقوات المسلحة ومطار الخرطوم. ومع انهيار الهدنة، شعر المدنيون المحاصرون في منازلهم بيأس كبير، خصوصا مع سماع دوي جديد من الانفجارات، اليوم (الأربعاء). وأفاد شهود عيان بأن مقاتلي قوات الدعم السريع يتجولون في الشوارع بشاحنات وعربات مدرعة، في وقت أطلقت طائرات الجيش النفاثة صواريخ على أهداف قوات الدعم السريع. وقال شهود عيان الجثث تناثرت في الشوارع المحيطة بوزارة الدفاع والمطار. وفيما تخطط السفارات الأجنبية والأممالمتحدة لإجلاء موظفيها، أعلنت اليابان وعدد من الدول المجاورة للسودان أنهم يستعدون لإجلاء مواطنيهم، في وقت تكشفت معلومات عن توقف محاولة قادة كينيا وجيبوتي وجنوب السودان الوصول إلى السودان للتوسط بين طرفي الحرب. وأعلنت الحكومة اليابانية (الأربعاء) أنها تستعد لإجلاء مواطنيها من السودان لتصبح بذلك أول دولة أجنبية تسحب مواطنين من السودان. وقال المتحدث باسم الحكومة هيروكازو ماتسونو إن نحو 60 يابانيا موجودون في السودان، من بينهم موظفو السفارة. وأضاف أنه مع تدهور الوضع الأمني هناك تبذل الحكومة قصارى جهدها لتأمين سلامة المغتربين اليابانيين. وكان زعماء أفارقة إقليميون قالوا إنهم سيحاولون السفر إلى الخرطوم، اليوم، للتوسط في إنهاء القتال بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع. واستفاقت الخرطوم (الأربعاء) على إطلاق نار كثيف رغم هدنة ال24 ساعة، وسط أزمة إنسانية، وصفتها الأممالمتحدة بأنها كارثة إنسانية، من قرب انهيار النظام الصحي. وعلق برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة عملياته بعد مقتل ثلاثة من موظفيه جراء القتال الدائر. ووصف الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين جان إيغلاند، وهو من المنظمات التي كانت تقدم المساعدة للسودان، الوضع الإنساني بأنه مريع وأن مساعدة الناس أصبحت مستحيلة. وأضاف: كان هناك قبل ذلك 15.8 مليون شخص في حاجة ماسة إلى الإغاثة الإنسانية. وكان هذا هو أفضل تقدير لدينا لأسوأ وضع يمر به السودان خلال عقد من الزمان، وعقب اندلاع القتال، أصيبت جهود المساعدة بالشلل تقريبا.