وسط هدوء حذر، كشفت مصادر دبلوماسية أن واشنطنوالقاهرة تجريان اتصالات مكثفة مع أطراف إقليمية ودولية لوقف التصعيد ومنع الانفجار في الأراضي الفلسطينية. وأفصحت المصادر بأن وفدا مصريا يستعد للسفر إلى تل أبيب، لعقد مناقشات موسعة والعمل على صياغة اتفاق نهائي تلتزم به كل الأطراف. ووفقا للمصادر ذاتها، فإن مطالب الفصائل الفلسطينية تمثلت في وقف التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى ووقف العمليات العسكرية على قطاع غزة. فيما رهنت إسرائيل عودتها إلى الهدنة بعدم إطلاق الصواريخ ومنع العمليات المنفردة التي تستهدف المستوطنين. وتعمل القاهرة مع عدة أطراف دولية لحل نقاط التصعيد، كما تتواصل مع الجانبين لنقل مطالب كل طرف، مطالبة الطرفين بوقف غير مشروط للتصعيد. ويسود هدوء حذر بعد أن قصف الجيش الإسرائيلي مواقع في لبنانوغزة، في وقت مبكر، من صباح أمس (الجمعة)، ردا على هجمات صاروخية تتهم إسرائيل حماس بالمسؤولية عنها، في وقت ينذر فيه توتر نجم عن اقتحام الشرطة الإسرائيلية حرم المسجد الأقصى هذا الأسبوع بالخروج عن السيطرة. واستهدف الجيش الإسرائيلي خلال الليل 3 منشآت لحماس في جنوبلبنان، وأكثر من 10 أهداف عسكرية للحركة في قطاع غزة، في حين أطلق المسلحون الفلسطينيون أكثر من 40 صاروخا على إسرائيل منذ منتصف الليل. وقال متحدث باسم المكتب الصحفي للجيش الإسرائيلي، إن الجيش استخدم نحو 50 طنا من الذخيرة لمهاجمة أهداف حماس في غزة، بحسب هيئة البث الإسرائيلية. ولفت إلى إطلاق 44 صاروخا على إسرائيل من غزة خلال الليل، تم اعتراض 8 منها بواسطة الدفاع الجوي، و9 أخرى لم تتخط حدود القطاع، و12 حلقت باتجاه البحر، و14 سقطت في منطقة غير مأهولة، وانفجر صاروخ واحد بالقرب من مدينة سديروت. من جهته، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعبئة جميع وحدات الاحتياط في الشرطة العسكرية وقوات الجيش بعد هجوم تل أبيب. وجاء قرار نتنياهو بعد مقتل شخص وإصابة 6 آخرين، بينهم إصابتان حرجتان جراء عملية دهس وإطلاق نار في تل أبيب، إلى جانب مقتل منفذ العملية. وشهدت منطقة الأغوار مقتل 3 مستوطنات بإطلاق نار نفذه مجهولون. ولقيت 3 مستوطنات مصرعهن بعملية في منطقة الأغوار قرب الحدود الأردنية في هجوم هو الرابع من نوعه خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وجاء بعد ليلة من التصعيد على الحدود الشمالية والغربية. وشدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على زيادة تأمين المستوطنات ومحاور تنقل المستوطنين، بعد اجتماع مع كبار المسؤولين الأمنيين. وأكد أن المؤسسة الأمنية مستعدة للرد على أي تهديد يواجهها. فيما أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن تل أبيب لا تريد التصعيد لكنها مستعدة له في حال فرض عليها.