بحسب ما نشرته وسائل الإعلام يوم أمس، سوف يلتقي اليوم الخميس في بكين وزيرا الخارجية في المملكة وإيران لتفعيل اتفاق استئناف العلاقات الذي أعلن الشهر الماضي. وأشارت عكاظ في سياق الخبر إلى تصريح لعضو مجلس إدارة غرف تجارة إيران کيوان كاشفي، يفيد بأن القطاع الخاص بدأ التخطيط اللازم للتفاعل الاقتصادي مع نظيره السعودي، وأنه سيتم إطلاق غرفة التجارة المشتركة بين طهران والمملكة العربية السعودية، وهناك تخطيط لبدء تبادل وفود رجال الأعمال فور إعادة فتح السفارتين واستقرار سفراء البلدين. وفي وقت سابق خلال هذا الأسبوع صرح محمد مخبر نائب الرئيس الإيراني بأن الرئيس إبراهيم رئيسي قبل دعوة سعودية لزيارة الرياض. وقال مخبر إن الإستراتيجية الأساسية لإيران هي تلطيف وتحسين العلاقات مع دول المنطقة، مضيفاً أن ما يحدث من التقارب في العلاقات ليس محض صدفة، بل تم التخطيط له، وكان يجب أن يحدث في الوقت المناسب، وهذا ما يحدث الآن. هذا التحرك السريع لتفعيل الاتفاق السعودي الإيراني ببنوده ومضامينه، وهذه التصريحات الإيجابية من المسؤولين الإيرانيين، تمثّل منعطفاً فارقاً ونقلة مهمة كبرى في تأريخ المنطقة سوف تؤسس لمستقبل أكثر أمناً واستقراراً لشعوبها، وتطوراً وازدهاراً لاقتصاداتها، وتوازناً جيوسياسياً مفيداً للجميع بإمكانه تحييد التدخلات الخارجية في دول المنطقة باستغلال الخلافات بينها. وكم هو رائع عندما يقول مسؤول إيراني إن التفاعل الاقتصادي سيبدأ مع المملكة بزيارات متبادلة بين وفود رجال الأعمال فور فتح السفارتين، فهذا هو ما تحتاجه الشعوب من حكوماتها، العلاقات المفيدة التي تعود بالنفع عليها، وهذا ما يمثل أحد أهم مبادئ السياسة السعودية. إيران دولة محورية مهمة في المنطقة، وعندما تؤسس لمرحلة إيجابية جديدة في علاقاتها مع المملكة كدولة وازنة خليجياً وعربياً وعالمياً، فإن ذلك كفيل بإعادة تشكيل ملامح أفضل للمستقبل في منطقتنا.