شهدت العاصمة الفرنسية باريس، في الساعات القليلة الماضية، اشتباكات عنيفة بين الشرطة الفرنسية ومعارضي إصلاح نظام التقاعد في ساحة الكونكورد في باريس بالقرب من قصر الإليزيه، وحاولت الشرطة إخلاء المنطقة من المتظاهرين، بعد أن قاموا بإحراق صناديق القمامة واكتست ساحة الكونكورد بالدخان. واعتقلت الشرطة الفرنسية (الخميس) أكثر من 120 شخصا من المحتجين على قانون التقاعد، ومن المرجح أن تزداد أعداد المعتقلين في الساعات القادمة. ويأتي هذا التصعيد بعد الجدل الكبير الذي دار حول إصلاح نظام التقاعد، إذ أقرت السلطات الفرنسية، أمس (الخميس)، مشروع قانون لإصلاح نظام المعاشات دون تصويت أعضاء الغرفة البرلمانية الأولى، ما أدى إلى تفاقم الأزمة، وإيقاع الحكومة في مأزق كبير، حيث خرج آلاف المتظاهرين عصر أمس في المدن الفرنسية محتجين على قرار الحكومة. ولجأت رئيسة الحكومة الفرنسية إليزابيت بورن، بتفويض من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى تطبيق المادة 49.3. والتي تقضي بتمرير القانون دون تصويت أعضاء الغرفة البرلمانية، وذلك لقطع الطريق أمام المعارضة الرافضة للمصادقة على القانون الجديد. واستندت الحكومة الفرنسية على المادة 49.3 من دستور البلاد، وسيتم تحديد الزيادة في سن التقاعد من 62 إلى 64 سنة على المستوى التشريعي وستدخل حيز التنفيذ في غضون ستة أشهر.