في ذكرى تأسيس المملكة قبل نحو ثلاثة قرون نتحدث عن التاريخ، والحضارة، والوحدة، والأمن، وتضحيات الآباء والأجداد، ورسوخ المبادئ والقيم التي قامت عليها الدولة السعودية منذ أن أسّسها الإمام محمد بن سعود في عام (1139ه/ 1727م)، ولكن مع كل ذلك مهم جداً أن نتحدث عن امتداد الدولة التاريخي التي حتماً لم تكن دولة طارئة لا على التاريخ ولا على الجغرافيا، وامتداد الدولة أيضاً في نفوس أبنائها، حيث انطلقت من الدرعية رحلة بناء دولة عظيمة شكّلت واحدة من أهم المشاريع الوحدوية التي لم تعرفها الجزيرة العربية منذ قرون طويلة بعد أن عانت لعقود من ويلات الفرقة والشقاق والنزاعات. الامتداد التاريخي للدولة السعودية منذ قيامها للمرة الأولى قبل أكثر من 300 عام؛ يجسّد رحلة من الكفاح والثبات والعزيمة على البقاء والنهوض رغم كل التحديات، حيث لم يفصل بين الدولتين الأولى والثانية سوى سبع سنوات، فيما قامت المملكة العربية السعودية بعد عشر سنوات فقط من الدولة السعودية الثانية، وهو ما يؤكد على امتداد الدولة، ووضوح المبادئ الراسخة التي قامت عليها. الامتداد الداخلي للدولة في نفوس أبنائها؛ يمثّل حالة خاصة جداً من الانتماء للوطن والولاء لقيادته، حيث يثبت السعوديون منذ تاريخ آبائهم وأجدادهم وحتى اليوم؛ أنهم على العهد مع أئمتهم وملوكهم، وسيبقون على هذا العهد وفاءً وتضحية وعطاءً، وحباً عميقاً يتوارثونه جيلاً بعد آخر؛ لأن السعودية في نفوسهم كدولة ووطن هي روحهم وأحلامهم، وتاريخهم ومستقبلهم. اليوم هذه الدولة العظيمة بتاريخها وحضارتها وإرثها الإنساني والثقافي؛ تشهد امتداداً آخر في عهد الملك سلمان وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث تمتد الدولة برؤيتها الطموحة 2030 لتنافس عالمياً، وهذا النوع من الامتداد هو انعكاس لما تحقق في الداخل من منجزات وتنمية وطنية شاملة، ونتاج رحلة طويلة من العمل وبناء العلاقات وصناعة التأثير، وهذه التنافسية التي تشهدها المملكة تثبت للعالم أن هناك رؤية وقدرة على المنافسة، وهو التحدي الذي يرفعه السعوديون اليوم في جميع الأحداث والمناسبات والفعاليات، ويثبتون حجم المكانة والتاريخ والقوة الاقتصادية لبلدهم. الامتداد التاريخي والداخلي والعالمي للدولة السعودية؛ يمنحنا نحن كسعوديين حالة خاصة من الزهو والفخر بهذا الوطن العظيم وقيادته، ونشعر أن أحلامنا واقع ومستقبلنا حاضر.. والقادم أجمل.