تكتسب المنطقة الشرقية من المملكة أهمية قصوى؛ نظراً لتميز موقعها الطبيعي الذي يمتد 700كم على ساحل الخليج العربي، ويسهم في جذب الأنظار إليها كونها حلقة وصل بين العالم الخارجي والمناطق الأخرى القريبة منها، وتعد المباني القديمة شاهدا على إنجازتها. ومرت المنطقة بفترات متفاوتة من الاستقرار وعدمه إلى أن دخلها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود في منتصف ليلة الإثنين 25 جمادى الأولى 1331ه (8 مايو 1913م) وفي صباح اليوم التالي استسلم متصرف الأحساء العثماني وجنود حاميته فأعطاهم الملك عبدالعزيز الأمان وأمر بترحيلهم عن طريق العقير، ثم أرسل الملك عبدالعزيز حملة إلى القطيف فقامت باستردادها، حيث عادت جميع المنطقة تحت الحكم السعودي وانضمت للمناطق الأخرى من المملكة. اكتشاف النفط بدأت أعمال اكتشاف النفط في عام 1925م حينما بدأت شركة ستاندرد أويل أف كاليفورنيا «سوكال آن ذلك وشيفرون حالياً» في حفر بئر الدمام الأولى؛ التي لم تأت نتائجها محققة للتطلعات، ولكن لأن الدلائل كانت تشير إلى وجود الزيت والغاز فقد استمرت الشركة في حفر 9 آبار متتالية إلى أن تحقق الحلم في 3 مارس 1928، حيث أنتجت بئر الدمام 7 كميات كبيرة من البترول بعد حفرها على عمق 1441 متراً في طبقة أطلق عليها اسم (الطبقة الجيولوجية العربية)، فدخلت بذلك المملكة عصر صناعة البترول. وقد بدأت أعمال التصدير للزيت الخام في نفس العام عن طريق فرضة صغيرة في الخبر كان الزيت عن طريقها يشحن إلى البحرين، وفيما بعد تم بناء فرضة رأس تنورة التي بدأت في استقبال ناقلات الزيت، حيث تم شحن أول دفعة من الزيت عن طريقها في 11 ربيع أول 1358ه الموافق 1 مايو 1939م، وذلك في احتفال رسمي رعاه الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- وقد زاد إنتاج الزيت بشكل ملحوظ، فقبيل عام 1944م كان متوسط الإنتاج لا يتعدى 20000 برميل يومياً، وفي عام 1949م وصل الإنتاج إلى 50000 برميل يومياً، أما في عام 1970م فقد بلغ معدل الإنتاج 305000 برميل يومياً إلى أن سجل رقماً قياسياً عام 1980، حيث وصل إلى 9631366 برميل يوميا. يوم الصمود وأكد الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، أن يوم التأسيس يأتي اعتزازا بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، واستذكاراً لتلك العلاقة الوثيقة والممتدة بين المواطنين وقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل 3 قرون وحتى يومنا هذا عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله- الذي يشهد فيه الوطن والمواطن نهضة تنموية شاملة في المجالات كافة وعلى جميع المستويات. وقال سموه: «إن يوم التأسيس هو يوم الفخر والصمود لكل مواطن سعودي يستلهم فيه قوته وإصراره والوقوف لردع أي محاولات لبث الفرقة وعدم الاستقرار والتشتت، وقد تجلى فيه حرص واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين -حفظهما الله- بتخليد تاريخ الوطن وأبطاله للأجيال الحالية والمستقبلية، بعد أن جاء التأسيس المبارك على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- مؤسس الدولة السعودية الأولى، حيث كانت بلدة الدرعية العاصمة الأولى للدولة في عام 1139ه 1727م، فقد أسس دولة على نهج ودستور القرآن الكريم وسنة النبي المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، لتتواصل المسيرة من بعد الدولة السعودية الأولى والثانية حتى قيض الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود عام 1319ه (1902م) ليؤسس الدولة السعودية الثالثة ويوحدها باسم المملكة العربية السعودية، ولله الحمد فقد سار أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدتها». وسأل سمو أمير المنطقة الشرقية، الله العلي القدير أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأن يديم على هذا الوطن أمنه وأمانه. بدوره، أكد الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية، أن يوم التأسيس هو اليوم الذي أسس فيه الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى عام 1139ه/ 1727م، في تأكيد على رسوخ هذا الوطن العظيم وتاريخه المجيد المُمتد منذ 3 قرون تعكس تلاحم القيادة والشعب، وتاريخ وقصة من الكفاح لبناء الدولة والوقوف صفاً واحداً لمواجهة التحديات وتجاوز الصعوبات. وقال سموه: «إن هذه الدولة المباركة ممتدة عبر التاريخ بمبادئ ثابتة وقيم راسخة منذ عهد التأسيس إلى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهم الله- الذي نعيش فيه قفزات تنموية وتقدما وحضارة جعلت هذا الوطن في مقدمة دول العالم ولله الحمد». وأضاف سموه: «يحق لنا أن نفخر بتاريخنا وحضارتنا بين الأمم، فوطننا له تاريخ مجيد عبر قرون من الزمن وقصص من البطولات والملاحم والتكاتف بين القيادة والشعب. ونحن نستذكر ما قدمه الآباء والأجداد في مراحل التأسيس، نسأل الله أن يحفظ وطننا في ظل قيادتنا الحكيمة والشعب الوفي». من جهته، ذكر أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد بن محمد الجبير أنه في يوم التأسيس يحق لكل مواطن ومواطنة أن يفخروا ببلادهم الراسخة، وتاريخها الممتد إلى 3 قرون، ويحفل بالكثير من الإنجازات والملاحم البطولية التي سطرها أئمة وأمراء هذا الوطن، بكفاحهم ونضالهم النابع من إيمانهم بالله ورسوله، وقدرتهم على توحيد أجزاء هذه البلاد المترامية الأطراف، تحت راية التوحيد، بداية من الدولة السعودية الأولى، وصولاً إلى الدولة السعودية الثالثة (المملكة العربية السعودية)، التي أثبتت للعالم أنها دولة استثنائية، قامت على أسس ومرتكزات صلبة وقوية ومستدامة. وقال الجبير: «ونحن نحتفل بيوم التأسيس الأول، علينا أن ندرك حجم النعم التي أنعم بها الله علينا؛ أولها نعمة الأمن والأمان في ربوع البلاد، ونعمة العيش الرغيد الذي نعيشه، كما علينا أن نتذكر مع هذه النعم رموز هذا الوطن، والتضحيات التي قاموا بها على مدى 3 قرون، ونستلهم منهم الدروس والعِبر، في الإصرار والعزيمة على تحقيق التطلعات والأمنيات، مهما كانت صعبة أو مستحيلة، وتظهر كل هذه المشاهد من الأحداث التي صاحبت إقامة الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود سنة 1727، حيث انطلق من الدرعية في رحلة بناء دولة عظيمة، شكلت واحدا من أهم المشاريع الوحدوية التي لم تعرفها الجزيرة العربية منذ قرون طويلة. ومن هنا، لا أبالغ إذا أكدت أن استحضار يوم التأسيس هو امتداد أصيل وطبيعي لحرص واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، في الحفاظ على التاريخ السعودي أولاً، وتاريخ الجزيرة العربية ثانياً، وما يوليانه -حفظهما الله- من عناية فائقة بالمصادر التاريخية الحقيقية والموثوقة، أضف إلى ذلك، حرصهما على أن تتعرف الأجيال المقبلة على كامل تاريخ البلاد، والمحطات التي مرت بها السعودية، وأثمرت في نهاية الأمر عن دولة حديثة متطورة، يشهد لها العالم بالتقدم والازدهار والنمو». وأضاف الجبير: «إن قرار الاحتفاء بيوم التأسيس قرار حكيم من قيادتنا -حفظها الله- لما تمثله ذكرى هذا اليوم من مناسبة وطنية عظيمة، تستكمل جنباً إلى جنب مناسبة اليوم الوطني للمملكة، صفحات تاريخ هذه البلاد الطاهرة، وهذا اليوم أراه مبعث فخر للأجيال الجديدة، وعنواناً لتضحيات الأجداد، من أجل بناء دولة تجمع بين الأصالة والتطور».