من المهم على المجتمعات الثقافية والمدنية في بلادنا أن تُسهم بدورها في «يوم التأسيس» وتنمية هذه الذكرى الوطنية حتى يستحضر من خلالها الأحفاد تضحيات الآباء والأجداد وما كابدوه من تحديات في سبيل بناء وطن يمتد تاريخه لثلاثة قرون.. عندما نناقش الأبعاد الجوهرية والحضارية بل حتى والسياسية منها للاحتفال ب "يوم التأسيس" بدءًا من هذا العام، هو تأكيد واقعي ومباشر على أن المملكة العربية السعودية بتاريخها الوطني العظيم، ليست دولة طارئة لا على التاريخ ولا على الجغرافيا، فهي الأساس الذي تشكلت من خلاله وحدة أبناء الجزيرة العربية في تاريخها الحديث بعد أن عانت لعقود من ويلات الفرقة والشقاق والنزاعات. من المهم على المجتمعات الثقافية والمدنية في بلادنا أن تُسهم بدورها في "يوم التأسيس" وتنمية هذه الذكرى الوطنية حتى يستحضر من خلالها الأحفاد تضحيات الآباء والأجداد وما كابدوه من تحديات في سبيل بناء وطن يمتد تاريخه لثلاثة قرون، ولهذه الجزئية أهمية تاريخية جيواستراتيجية على المستوى البعيد، خاصة أن السعودية تشهد اليوم تحديثات كبيرة ومتصاعدة ومتنامية ترسخ أركانها على المحيطين الإقليمي والدولي. قرار الاحتفال بهذا اليوم هو استحضار ليوم تأسيس الدولة السعودية الأولى، وهو امتداد أصيل وطبيعي لحرص واهتمام قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في الحفاظ على التاريخ السعودي أولًا، وتاريخ الجزيرة العربية ثانيًا، وما يوليانه من عناية فائقة بالمصادر التاريخية الحقيقية والموثوقة. توقيت القرار له هو الآخر رسالة عابرة للحدود، وهي أننا "دولة عصية" على المؤامرات، واحتفالنا بمناسبة "يوم التأسيس" والذي أسس فيه الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى العام (1139ه / 1727م) تأكيد على رسوخ هذا الوطن العظيم وتاريخه المجيد المُمتد منذ ثلاثة قرون. الدولة السعودية تُعد دولة ممتدة عبر تاريخها منذ قيامها للمرة الأولى قبل ثلاثة قرون، إذ لم يفصل بين الدولتين الأولى والثانية سوى 7 سنوات، فيما قامت المملكة العربية السعودية بعد 10 سنوات فقط من الدولة السعودية الثانية، وهو ما يؤكد على امتداد الدولة ووضوح المبادئ الراسخة التي قامت عليها. ويُجسد إعلان المملكة العربية السعودية ذكرى "يوم التأسيس" قيمة رفيعة من الاهتمام بتاريخها الذي يُعد امتدادًا أصيلًا لحاضرها ومُستقبلها، تستلهم من خلاله عزيمة جميع أئمة الدولة وملوكها الذين ساهموا في مراحل بناء الدولة. يعود الفضل في تأسيس الدولة السعودية الأولى إلى الإمام محمد بن سعود سنة (1139ه / 1727م)، حيث انطلق من الدرعية في رحلة بناء دولة عظيمة شكلت واحدا من أهم المشروعات الوحدوية لم تعرفها الجزيرة العربية منذ قرون طويلة.. دمتم بخير، وحفظ الله وحدة بلادنا الضاربة في جذور التاريخ.