أصابت ضربة «المسيرات» التي استهدفت مخزون الصواريخ الباليستية الإيرانية نظام الملالي بالتخبط والارتباك، فلجأ مجددا إلى سياسة الهروب إلى الأمام في محاولة لإلهاء الأنظار عن أزماته الداخلية على خلفية الانتفاضة المزلزلة والاختراقات الأمنية لأجهزته المهترئة. ولم يجد نظام طهران العاجز داخليا والمعزول خارجيا إلا استدعاء أوكرانيا لإلصاق عملية «المسيرات» بها، إذ إنه بعد يوم من تأكيد هجوم الطائرات المسيرة على مجمع صناعي عسكري إيراني، حذر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، اليوم (الإثنين)، كييف من تحمل عواقب هذا الهجوم بسبب وجود شكوك حول مشاركتها مع إسرائيل في تنفيذه. وقالت وكالة أنباء «نور نيوز» التابعة لمجلس الأمن القومي الإيراني في تغريدة لها عبر «تويتر»: «إن تغريدة مستشار رئيس أوكرانيا، التي أشار خلالها إلى مشاركة كييف في إجراء ضد إيران، وبالنظر إلى التصريح بادعاءات مماثلة من قبل مصادر شبه رسمية في إسرائيل، تكشف إستراتيجيتهم المشتركة في تهديد أمن إيران». وأضافت أنه «إذا لم تتبرأ حكومة أوكرانيا رسميا عن هذا الأمر، فعليها الاستعداد لتلقي مجموعة من التبعات لهذا الموقف غير المسؤول». وكان مستشار مكتب الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولاك، غرد على القصف الذي تعرض له الموقع العسكري الإيراني قائلا إن «منطق الحرب مميت ولا يطاق ويجبر أمير الحرب والمتواطئين معه على التعويض». وأضاف أن الانفجار الليلي في إيران الذي استهدف إنتاج الطائرات بدون طيار والصواريخ ومصافي النفط، سبق وأن حذرت أوكرانيا بشأنه. وهكذا تلقف نظام قم رسالة أوكرانيا المبطنة محاولا استغلالها داخليا. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين قولهم: «إن الغارة بالمسيرات على مركز صناعي تابع لوزارة الدفاع الإيرانية في مدينة أصفهان نفذتها إسرائيل». ولم يذكر أي مسؤول في إسرائيل حتى الآن هجوم الطائرات بدون طيار على المصانع العسكرية في أصفهان، إلا أنه في السنوات الماضية اتهمت إسرائيل بتنفيذ عدد من العمليات ضد الصناعات العسكرية والمنشآت النووية الإيرانية. ونفى المتحدث باسم البنتاغون الجنرال باتريك رايدر مشاركة أي قوات عسكرية أمريكية في الهجمات على إيران، رغم أنه رفض الإدلاء بمزيد من التعليقات.