أمين المستقبل وصانعه، والقدوة الحسنة لطلابه ومجتمعه، ويقع عليه الجزء الأكبر من التعليم والتربية والتثقيف، بل يتحمل مسؤولية إعداد جيل المستقبل القادر على قيادة وطنه نحو العُلا، ليكون عزيزاً مهاب الجانب، بل يؤهله لقيادة العالم نحو الخير والصلاح، متسلحاً بسلاح العلم والمعرفة، والقوة الإيمانية، والفكرية، والاقتصادية، والعسكرية. وحتى يقوم بهذا الدور بكفاءة وإتقان، ويتحمل أداء هذه المسؤولية بجدارة، يجب مراعاة حسن الاختيار، ثم التأهيل، ثم الاصطفاء، ثم التمكين والتدريب، والتحفيز، وتوفير الأمن، والاحترام والتقدير، ثم المحاسبة، ثم التكريم. ذلك كله؛ ليكون قدوة صالحة لطلابه في أداء أمانته، وانتمائه لوطنه وولاة أمره، واعتزازه بدينه، ولغته، واعتداله في لحظه ولفظه، وشعوره بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، ومثالاً لهم في الطموح، والصبر على طلب العلم، وسعة الأفق، وإدراك جسامة المسؤولية التي تنتظر كلا منهم. ونحن عندما نعد المعلم بهذه الكيفية؛ نكون قد أعددنا المعلم القوي الأمين، الذي يستطيع حراسة الفضيلة ونشرها، ويهيئ البيئة التعليمية الجاذبة، التي تستنهض قدرات الطلاب، وتفجر إبداعاتهم، وابتكاراتهم، وتكتشف مواهبهم، وتنمي مهاراتهم، وترعى كل ذلك رعاية راشدة. فإذا أردنا مجتمعاً قوياً أميناً فلنصنع المعلم القوي الأمين، ونمكنه، ونوفر له ما يعينه على أداء رسالته، ونتعهده بالتشجيع، والنصح مع حسن التوجيه.