أن أكثر ما نحتاج اليه هذه الأيام هو بناء الإنسان ولكي نصل إلى البناء القوي والصلب لابد لنا أن نحسن استثمارنا في أبنائنا وفي مجتمعنا وسوف يتحقق ذلك بأمر الله ثم من خلال بذل المزيد من الجهد والعمل الدائم من الجميع، وأول ما نبدأ به هو تنمية القدوة الحسنة والأخلاق الحميدة وغرسها في الأبناء لتكون اللبنة الأساسية والقوية لجميع مراحل الحياة يستمدون منها القوة لمصارعة المستقبل وبنائه، وهذا ما ننشده جميعنا. صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أطلق مبادرة «كيف نكون قدوة» في هذا الوقت الذي نحتاج فيه الى ايجاد القدوة التي تعيد لنا أمجاد تاريخنا وثقافة المجتمع الاسلامي الذي وصل الى اصقاع الأرض من مشارقه الى مغاربه، وتأسست هذه الدولة من خلاله تأسياً بأفضل قدوة عرفتها البشرية هو سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم والذي قال ربنا فيه { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} فهو أعظم ما نقتدي به في حياتنا من ماضينا وحتى مستقبلنا، والأمير خالد أوضح ذلك حين قال « إن عناصر القدوة في المجتمع وهي الأب في منزله والمعلم في مدرسته والخطيب في مسجده والمسؤول في إدارته لو صلحوا صلح المجتمع». معايير ومبادئ القدوة متواجدة في قيم إسلامنا وفي مجتمعنا رغم غياب البعض منها، إلا أننا لو حاولنا استعادتها فسوف نتمكن منها بالإرادة والعزيمة والايمان الكامل بدورنا تجاهها، ويكون ذلك من خلال البدء بأنفسنا أولاً وأخيراً ولا نكتفي باللوم والحسرة على ما وصلنا اليه اليوم، وأن نكون قدوة للآخرين من خلال الالتزام بالجدية، والتحكم في انفعالاتنا، وأن نجعل نظرتنا للحياة نظرة متفائلة، وأن نكون معتدلين دائماً بحيث لا نكون عرضة للنقد من الآخرين، ونكون لطفاء ومهذبين مع الآخرين، وان نلتزم دوماً بما نقول، فلقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نحدث التغيير من خلال الالتزام بالأخلاق الحسنة، وأيضا أن يكون لدينا الإيمان بأننا قادرون على صنع التغيير في الآخرين والتأثير فيهم، وليس من الضرورة أن نكون مشهورين أو مسؤولين حتى نحدث التغيير، بل يكفي أن نكون مؤمنين بالتغيير حتى نستطيع إحداثه، ونتحمل مسؤوليتنا في التغيير والقدوة، ومن المخجل أن يقول أحدنا أن هذا ليس من اختصاصي، فكونوا قدوة لبيوتكم وأسركم وسوف نرى النتائج بين أيدينا وفي أبنائنا ومجتمعنا.