اختتم نادي مكة الثقافي الأدبي برنامجه الحافل ، في مدى الشهور الماضية ، حول المشروع الثقافي الفكري (كيف نكون قدوة ؟) الذي أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ، مستشار خادم الحرمين الشريفين ، أمير منطقة مكةالمكرمة ، في إطار ملتقى مكة الثقافي .. وكان الختام من خلال محاضرة قيمة بعنوان ( الطريق إلى القدوة ) لفضيلة الشيخ الدكتور حسن عبدالحميد بخاري ، عميد معهد اللغة العربية لغير الناطقين بها ، وأستاذ الفقه في كلية الشريعة بجامعة أم القرى ، وذلك مساء الاثنين 27/7/1438ه.. كلمة وفيلم : بدأ اللقاء بكلمة للأستاذ مشهور محمد الحارثي ، المشرف التنفيذي على برنامج نادي مكة الثقافي الأدبي ( كيف نكون قدوة ؟) أشار فيها إلى حرص النادي على المشاركة في فعاليات هذا المشروع الرائد ،بمجموعة من المبادرات استهدفت المجتمع بعامة والمثقفين بخاصة ، وتضمنت أفلام وإصدارات ، ومعاض وورش عمل ونشاطات منبرية متعددة .. وقد قام على تنفيذها فريق على قدر كبير من المهارة والخبرة ، ضمن في عضويته : د. عبدالله بن ردة الحارثي ، د.وسام محمد حسين ، أ. فاتن محمد حسين ،أ.ساميةالشريف .. وشاهد الحضور بعد ذلك فيلماً عن البرنامج الذي نفذه نادي مكة الثقافي الأدبي ، في إطار مشروع ( كيف نكون قدوة ؟) .. مقدمة المحاضرة : ثم جاء الاستهلال للمحاضرة من مدير اللقاء الإعلامي الدكتور خالد العتيبي ، الذي نوه بمشروع أمارة منطقة مكةالمكرمة ، وما فيه من دعوة إلى تحمل المسؤولية ، وأكد أن القدوات أفعال قبل الأقوال ، وهي التي تدل على الحال وتوصل إلى المآل ، وتبعث فينا الآمال .. المحاضرة : وفي حديث نافع وماتع وضع الشيخ حسن عبدالحميد بخاري عشرة معالم ترسم ملامح الطريق إلى القدوة ، الذي يبدأ من هنا من مكةالمكرمة ، حيث ولادة النبي صلى الله عليه وسلم ، ونزول الوحي وإشراقة رسالة السماء إلى جميع الأرجاء .. وأشار المحاضر إلى حاجة النفوس إلى القدوة ، فاتخاذ القدوة حاجة فطرية بشرية قبل أن يكون مطلباً تربوياً ، وتزداد الحاجة إليه في زمن الأزمات .. والطريق إلى القدوة طريق طويل ممتد ، تعاقبت عليه قرون وأجيال .. وهو مناط بالأعمال .. ويجب على المقتدي أن يتحلى بالفضائل ويتخلى عن السفاسف .. والطريق إلى القدوة يبدأ بالرسل ، الذي تحقق فيهم الاصطفاء ، ثم كان المدح والثناء ، تمهيداً للأمر بالاقتداء .. وذلك ما نلمسه في آيات القرآن الكريم في حق الأنبياء .. وفي مقدمتهم النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم .. وقد نصب الله الأبناء منصب القدوات للبشر لما توافر فيهم من كمال الظاهر وكمال الباطن ، وكمال الظاهر فرع من كمال الباطن .. ولا شك أنه في طريقنا إلى الاقتداء بالأنبياء نشعر بنقصنا فنحاول أن نتداركه .. ومن رام أن يكون قدوة فليمر بعقبة باب الأنبياء ، وبخاصة محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث نقتدي به في كل صغيرة وكبيرة .. وأن نكون من أصحاب النفوس الأبية ، والأخلاق الفاضلة . ورأى الدكتور بخاري أن القدوة منصب شرف (( واجعلنا للمتقين إماما))، ولهذا المنصب ضريبة تكمن في مجاهدة النفس ومصارعة الهوى ، والحرص على المصلحة العامة لا الخاصة ، وإصلاح الباطن ليصلح الظاهر .. التعقيبات: وشهدت المحاضرة العديد من التعقيبات بدءاً بالدكتور عبدالله بن صالح الذي دعا أن يبدأ الإنسان بنفسه ، فيكون قدوة صالحة .. ونبهت الأستاذة فاتن حسين إلى دور الأمهات ، وإلى تركيز مناهجنا الدراسية على العبادات وإهمال السلوكيات .. وحذر الدكتور عبدالحكيم موسى من التناقض بين المثال والواقع .. وتساءلت الدكتورة مشاعل العتيبي عن دور القدوات في عصر المؤثرات ، ودعا اللواء عبدالعزيز الزبيري إلى شموليه القدوة لجميع الجوانب .. في حين دعت الأستاذة مكية البهلولي إلى إعادة صياغة مناهجنا لتدريس سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في مختلف الجوانب ، وبكل المراحل .. ورأى الدكتور عوض الجميعي أن مشروع القدوة يحمل مضامين وتفاصيل ومعان يجب الاحاطة بها جميعاً.. وتساءلت الدكتورة إنصاف بخاري : كيف يكون أهل مكة قدوة . ووجد الدكتور محمد بن مريسي الحارثي في محاضرة الدكتور حسن بخاري ديباجة وقواعد لمشروع القدوة الكبير ، والمؤثر في حياتنا .. وركز الدكتور عبدالعزيز الطلحي على دور القدوة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة .. وحذر الأستاذ حمود الفقيه من الخلط بين القدوة والوصاية ، مما جعل أبناءنا لا يتحملون المسؤولية.