توقعت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية بطء وتيرة الحرب في أوكرانيا خلال المرحلة القادمة، لكنها أكدت أن المعارك ستستمر رغم السيطرة الأوكرانية على خيرسون والانسحاب الروسي، لكن بأسلوب آخر. وكشفت مديرة المخابرات الوطنية أفريل هينز أن واشنطن تتوقع استمرار القتال في أوكرانيا خلال الأشهر القادمة، وإن كان بإيقاع منخفض. وأفادت بأن العوامل الطبيعية خفّضت من حدة المعارك خلال الآونة الأخيرة، خصوصاً أن الطين والأمطار والأجواء الشتوية منعت المركبات الكبيرة من المرور في بعض المناطق التي تتميز بتضاريس جغرافية صعبة في أوكرانيا، وفقاً لما نقلته الصحيفة عن معهد دراسة الحرب في واشنطن. ورأت أن هناك تباطؤاً في القتال في خيرسون، مرجحة أن طرفي المعركة يحاولان إعادة التجهيز وتحضير الإمداد لمواجهة محتملة في الربيع القادم، وأنهما يستعدان للهجوم المضاد على الطرف الآخر من المدينة. إلا أنها أكدت وجود شكوك أمريكية حول استعداد موسكو لمعركة كبيرة في خيرسون، في حين يفكر الجيش الأوكراني بالخطوة التالية حال بدء القتال فعلاً. في غضون ذلك، اعتبرت الصحيفة أن روسيا تعاني من معوقات قد تمنع بدء معركة قريبة بينها عدم قدرتها على إنتاج الذخائر محليا بالسرعة التي كانت تستخدمها، ولهذا باتت تستعين بدول أخرى، موضحة أن هذا سيكون تحدياً كبيراً أمامها. وتأتي هذه التطورات بعد أسابيع من انسحاب مفاجئ نفّذته القوات الروسية في نوفمبر الماضي من الضفة الغربية لنهر دنيبرو، إلا أنها عمدت إلى قصف البلدات والقرى، بما في ذلك مدينة خيرسون، من مواقع جديدة على الضفة المقابلة. وشنت الأسبوع الماضي سلسلة ضربات مكثفة تركزت على البنى التحتية، ما دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتأكيد أن القوات الروسية قصفت 30 منطقة في إقليم خيرسون، 258 مرة. ومنذ أكتوبر الماضي اعتمدت موسكو إستراتيجية جديدة في ضرباتها تركزت على البنى التحتية، لاسيما بعد الانتكاسات التي واجهتها في الشرق والجنوب الأوكراني، من ضمنها انسحاب قواتها من خيرسون، فضلاً عن الضربات التي تلقتها في شبه جزيرة القرم التي ضمتها إلى أراضيها عام 2014. وشكّل الانسحاب من خيرسون انتكاسة للجيش الروسي خصوصا أنها أول مدينة أوكرانية رئيسية سقطت بيده منذ اندلاع النزاع في 24 فبراير الماضي. وتشكل مع دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا الأقاليم الأربعة التي أعلن الكرملين أواخر سبتمبر (2022) ضمها.