في ظل أجواء مونديال كأس العالم التي تقام بدولة قطر الشقيقة، حيث تعتبر المرة الأولى التي تقام في منطقتنا الخليجية والعربية، وهذا له دلالات مهمة إلى ما وصلت إليه الدول الخليجية من تقدم في مجالات عدة ومنها المجال الرياضي وخاصة في كرة القدم، الجماهير في العالم وخاصة في منطقتنا تعيش هذه الأيام أجواء كأس العالم وزاد من حلاوة ذلك وسائل التواصل الاجتماعي والحضور القوي للصحفي المواطن وخاصة لبعض المشجعين في مباريات المونديال، التي أعطتنا تفاصيل لم نكن نشاهدها في الدورات السابقة وخاصة المقابلات المميزة مع بعض الجماهير الأجنبية والعربية هناك. المنتخبات العربية؛ السعودية وتونس والمغرب حتى الآن تقدم مستويات جيدة، وهذا أعطى البطولة خاصة على المستوى العربي كثيراً من الإثارة الجميلة التي كنا محرومين منها سابقاً، حضور المرأة العربية من هذه الدولة وغيرها أعطى للقطات المدرجات الكثير من الجمال والإثارة المنضبطة، المنتخب السعودي وبفوزه في مباراته على منتخب الأرجنتين الذي يعتبر من أعظم المنتخبات العالمية فوزاً بها أو وصوله للنهائي في دوراتها السابقة ووجود لاعبين تاريخيين على مستوى العالم من أمثال الراحل مارادونا واللاعب ميسي المتواجد مع منتخب بلاده في هذه البطولة، الفوز السعودي المستحق خلق حالة من الفرح والثقة بمنتخبنا أنه سوف يصل إلى الأدوار التالية، وقد يحدث هذا أو لا يتمكن، والأكيد أن المنتخب السعودي قدم مباراة تاريخية على مستوى اللاعبين والجهاز الفني وكيف كانت ردة فعل المدرب رينارد بين الشوطين بغرفة الملابس والقسوة والجدية التي خاطب فيها اللاعبين والتي أتت ثمارها بانقلاب حال أداء منتخبنا وجحفلته لأبطال الأرجنتين وتسجيل نتيجة تاريخية ستبقى بتاريخ المنتخب السعودي وفي تاريخ كأس العالم مهما كانت النتائج اللاحقة للمنتخب في هذا المحفل الدولي، وهذا لا يعني أن نقف على أطلال وذكريات هذه المباراة، فالمملكة تسير على استراتيجية شاملة في تنميتها ومن ضمنها الجانب الرياضي بكل ألعابه المختلفة، وأعتقد أن كلمات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الملهمة للاعبي المنتخب أعطت نتائجها، فقد هنأهم على الوصول لكأس العالم وطالبهم بالاستمتاع باللعب دون ضغوط، ولكن الجماهير دائماً تطمع في المزيد ولقد شاهدنا ردة فعل سموه وهو يحتفل بفوز بلادنا على الأرجنتين كما احتفل أي مواطن سعودي بفرح مع عائلته وأصدقائه بهذا الإنجاز الوطني. في ظل هذا الفرح بمنتخبنا رغم خسارته لمباراته الثانية أمام بولندا إلا أنه قاتل وقدم أداءً جميلاً ولكن هذه كرة القدم، حيث أضاع نجمه سالم الدوسري ضربة جزاء لو وفّق فيها لتغيرت مجريات المباراة. بعض المنغصات في ظل هذه الأجواء العالمية المنفتحة على ثقافات الشعوب الأخرى التي تحققت بإقامة المونديال بمنطقتنا الخليجية، تم تداول مقطع فيديو من مقابلة تلفزيونية لأحد عرّابي الصحوة (ناصر العمر) وهو يتحدث ويشكر الله أن المنتخب السعودي قد خسر في مباراة مهمة ضد منتخب خليجي، ووصف الاستعدادات الأمنية في حال فاز المنتخب ودلالات ذلك والتي وصفها بالمهزلة، ويحمد الله بالنتيجة التي آلت إليها، ويردد كيف نحتفل من أجل كرة وإخواننا حسب قوله يذبحون ويقارن الاحتفالات الرياضية وكيف يسمح لها ويستعد لها وتمنع المظاهرات السلمية على حد قوله، لقد ولّت تلك «الغمة» وما فيها من انتهازية قذرة في تفسير وتحريم كل ما له علاقة بالإنجاز الوطني أو الفرح الجماهيري، يذكّرنا هذا بتحريمهم كل ما له علاقة بالانفتاح حيث حرّموا الساتلايت والجوال ذا الكاميرا والسيكل ولعب البلوت والشطرنج والغريب أنه بعد إقصائهم من المشهد المحلي أصبحوا هم أكثر حضوراً في استخدام هذه الوسائل.