تمارس لعبة كرة القدم نوعاً من السحر على شعوب العالم قاطبة الى درجة يصعب معها حشد عشرات ألوف الأشخاص إذا لم تكن الكرة قاسمهم المشترك. فكيف إذا نظرنا الى العالم أثناء مباريات الدوري وشاهدنا مئات ألوف البشر في كل بلد يزحفون اسبوعياً الى الملاعب من دون أن يثنيهم حر ولا صقيع. ولا يقتصر عشق كرة القدم على فئة معينة أو جنس معين، فالتدافع أمام الملاعب يشمل الجميع، الفتيان والكهول، النساء والرجال، الأغنياء والفقراء والعاطلين عن العمل. بل هو يشمل كذلك المثقفين والفنانين والسياسيين، نعم السياسيين، شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، الذين لا يخجلون من الاعتراف بولعهم بكرة القدم، على عكس سياسيين كثيرين في العالم العربي استهجنوا سؤالهم عن الكرة، باعتبار ان ذلك اما لا يليق بالمقام واما ان المرحلة العربية عصيبة. وأمثلة السياسيين عشاق الكرة كثيرة. ألم يقطع هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركي السابق ذات يوم أحد اجتماعاته المهمة، ويطير الى المانيا لمشاهدة مباراة في كرة القدم؟ ألم يصرح جاك ديلور وزير المال الفرنسي السابق رئيس المفوضية الأوروبية من دون خجل ولا حرج ان الصحيفة الأولى التي يقرأها صباحاً هي "ليكيب" الرياضية؟! ان ظاهرة "المونديال" واحدة من الظواهر النادرة التي تجمع البشرية بكاملها متخطية حدود الجغرافيا والعرق والتاريخ والطبقية الى حد يجعل كرة القدم أشبه بحال من العولمة التي تغزو البلدان ولكن من دون ان تبدّل هويتها او انتماءها، بل هي تزيد من أواصر الشعوب وتجمع بين الأوطان والأمم حول الرمز الذي تمثله هذه اللعبة الساحرة. ترى كيف يعيش السياسيون والمثقفون والفنانون العرب، هذه اللحظات الجميلة والعنيفة والباهرة التي يحياها العالم اليوم على الشاشات الصغيرة؟ هل يهتم العرب بهذه اللعبة وهل يتسمرون مثل الملايين من البشر في العالم أمام الشاشة في المنزل او المكتب...؟ "الوسط" توجهت الى عدد من السياسيين والأدباء والفنانين العرب بالأسئلة الثلاثة الآتية متوخية قراءة العلاقة التي تجمع هؤلاء بهذه اللعبة البديعة: 1- ماذا تعني لك لعبة كرة القدم؟ 2- أي فريق تشجع؟ 3- أي فريق تتوقع أن يفوز؟ وبما ان الأسئلة طرحت عشية انطلاق المونديال وقبل خروج منتخبات كانت مرشحة للفوز بالكأس أو بالوصول الى الأدوار النهائية، لذلك فإن اجوبة بعض المستفتين الذين رشحوا فرنسا أو الأرجنتين أو غيرهما من البلدان التي فشلت في التأهل للدور الثاني تبدو وقد تجاوزها الزمن. مصر الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر السابق أنا رياضي منذ الصغر فقد كنت من ابطال المصارعة على مستوى مصر ولعبت في النادي الاهلي وحصلت على بطولات على مستوى الجمهورية وبالتالي فإن كرة القدم ليست غريبة عليّ وإنما كنت امارسها في الصغر مع اقراني، وحرصت على جعل ابني الوحيد محمد رياضياً على رغم أنه طالب في كلية الشريعة والقانون بجامعة الازهر فهو من ابطال الفروسية والسباحة. ونظراً الى كثرة مشاغلي الآن فإنني لم أعد متابعاً للاحداث الرياضية بصورة كبيرة لكنها لا تغيب عني ومنها كأس العالم الذي اشجع فيه الدول العربية والاسلامية واتمنى ان تحقق فيه نتائج طيبة ومشرفة. أما ترشيحي لمن يفوز بالبطولة فإنه سيكون من نصيب الفريق الذي يحسن تنظيم نفسه واستغلال مواطن القوة فيه ومواطن الضعف في غيره وبالتالي يستطيع جمع اكبر عدد من النقاط في جميع الادوار، وأبرز الفرق المرشحة الارجنتينوفرنسا وانكلترا وأظن ان الدول الافريقية سيكون لها أداء مشرف. الدكتور عصام العريان القيادي البارز في جماعة الاخوان المسلمين "الاصل في الرياضة ان يمارسها الناس لا أن يتفرجوا عليها. وفي الزمان القديم كانت الناس تتفرج على صراعات، وكرة القدم الآن هي نوع من تطوير مشاهدة الصراع بشكل سلمي، وتحقق للناس متعة التحدي والفوز. لقد حدث انحراف كبير من ممارسة الرياضة الى الفرجة عليها فقط ثم إلى ملهاة للناس واصبحت الآن تجارة وبأموال باهظة، وهذا التحول هو نمط أفسد به الغرب معظم الامور وأقصد به "النمط الاستهلاكي". واصبح لدينا الآن صناعة الرياضة ومنها صناعة كرة القدم. كنت أتمنى أن يكون لدي وقت لمشاهدة كل مباريات البطولة غير انني لست من هواة الجلوس طويلاً أمام التليفزيون، لكنني بلا شك حريص على أن يحقق المنتخب السعودي نتائج مشرفة، وفي احدى البطولات السابقة شجعت البرازيل ولكنني في هذه البطولة أشجع المنتخبات العربية ومنتخبات بعض الشعوب المقهورة. لا استطيع توقع من يفوز بكأس العالم، فهذه امور تتطلب حسابات معقدة، لكنني أتمنى مشاهدة منافسة شديدة. اخيراً فإن الرياضات التي عرفها العرب كان لها مغزى في حياة الناس مثل الفروسية وهي مختلفة عن الرياضة الشعبية الاولى الآن كرة القدم وأود ان تعود الرياضات ذات المغزى. منتصر الزيات: ارتبطت بكرة القدم ارتباطاً وثيقاً لسنوات طويلة، لعبت في نادي اسوان الرياضي في فريق الناشئين والشباب صانع ألعاب مهاجم او متقدم. وفي المرحلة الثانوية كنت أقود فريق مدرسة اسوان التجريبية للفوز بكأس المدارس على مستوى محافظة اسوان لثلاث سنوات، وكنت مغرماً ولا ازال بفريق الزمالك. لكن جاء التزامي بالجماعات الاسلامية في منتصف السبعينات ليضعف من اهتماماتي الكروية وإن بقيت امارس كرة القدم بين وقت وآخر على سبيل الهواية والتريض. فريق البرازيل بما يؤديه من كرة جمالية راقية يحوز على اعجابي من أيام بيليه وبعد الفريق المصري والزمالك لا اشاهد او لا اتمتع إلا بمشاهدة البرازيل، واعتبره بحق فاكهة الكرة وعلى رغم ضعف حالة الفريق البرازيلي حالياً قياساً على مستواه المعهود لكنه سيظل منافساً قوياً على الكأس. وعلى سبيل التعاطف طبعاً نشجع الفرق العربية المشاركة في كأس العالم التي تمثلها السعودية وتونس. في الدورات الماضية خطفت الكاميرون الاضواء لكنني أعتقد أن أداءها في الدورة الحالية سيتراجع عن الماضي. توقعاتي ان الفرق التي ستصل الى المربع الذهبي البرازيلوفرنسا وألمانيا وانكلترا. ضياء الدين داود رئيس الحزب العربي الاشتراكي الناصري للأسف تأخذ كرة القدم من الاهتمام أكثر مما تأخذ الحياة السياسية، وفي كرة القدم ينطلق الناس بلا رقابة أو حدود أو تصدٍ من قوى الإدارة، ولكن يحاط الانفعال السياسي بمحاذير من بينها القوانين المقيدة للحريات. وكرة القدم تحظى باهتمام أكثر من السياسة لأن الناس تستطيع أن تنفعل وتتظاهر بلا تخوف من سلطة ولكن الناس لا تستطيع ذلك في السياسة. في مصر أقوى الأحزاب السياسية هي الأهلي والزمالك والاسماعيلي ولكن هذا حكم مجرد عن ملابساته. أما إذا أخضعناه لهذه الملابسات فإن كرة القدم هي الجهة الوحيدة التي يتنفس فيها الناس بحرية ويعبرون عن أنفسهم في هتافات حرة وتظاهرات حاشدة واحياناً في شيء من العنف بينما لا يستطيع حزب سياسي في مصر أن يسير مسيرة من خمسة أفراد. أنا لا أشجع في كأس العالم سوى المنتخبات العربية والافريقية، ولا تفهم من ذلك أنني مشجع كرة خبير، بل أسأل فقط عمن يلعب وعن النتائج إذا ما تصادف وجودي في مكان فيه تلفزيون أثناء المباريات. ليس عندي أي اهتمامات بكأس العالم أو بكأس العذاب. الروائي يوسف القعيد: لا أفهم كثيراً في كرة القدم ونادراً ما أتابع المباريات ربما لأنني ومنذ السبعينات ترسخت لدي قناعة بأن الاهتمام بالكرة هو محاولة تتبناها الأنظمة العربية لصرف الناس عن الاهتمامات الحقيقية، لكن تدريجياً بدأت تمثل هذه الظاهرة استجابة لإحساس الناس بها ولكن من دون الانخراط فيها وفي شؤونها، وربما بحكم سكني في ضاحية مدينة نصر القريبة من ملعب القاهرة دائماً ما أجد نفسي في قلب طقوسها الكرنفالية التي تفقد الضاحية هدوءها القديم، وأعتقد بأنني بفضل هذا الاحساس لاحظت أننا لا نستفيد أبدا بما هو حضاري في اللعبة التي لا شك تنمي إحساساً بالانتماء والمنافسة لكننا نعلي من القيم المضادة مثل التعصب وعدم تقبل المنافسة الشريفة وهي القيم التي جعلتنا أسرى ثنائيات بدأت ب"الأهلي أو الزمالك" وانتهت بالحرب أو السلام. وأكثر من ذلك لاحظت رغبتنا في عدم التحلي ب"الروح الرياضية" التي تشاع في خطاب رجل الشارع العادي كمرادف للسخرية لا كمعبر عن ممارسة فعلية تسمح بتسرب إيجابيات أخرى تنتجها اللعبة التي تشيع نوعاً من العدالة والممارسة الديموقراطية الحقة خلال زمن محسوب ومساحة معروفة. وأتصور أن حماسي الفاتر لها يستمر حتى أثناء مباريات "المونديال" التي لا أتحمس فيها لفريق بعينه وإن كنت أتعاطف مع فرق العالم الثالث مثل البرازيل أو الأرجنتين التي أعتبر تفوقها في الكرة تعويضاً لإخفاقات أكبر تعيشها في بقية مناحي الحياة. الروائي جمال الغيطاني: لا علاقة لي بكرة القدم لا من بعيد ولا من قريب فأنا من هواة رياضة الملاكمة لكنني مثل كثير من الناس أعاني من آثارها منذ الستينات، وإلى الآن أراها محاولة لتفريغ حماس الناس في أمور ليست جوهرية، لكنها كظاهرة تلعب أدواراً أعمق في حياتنا من الأحزاب السياسية بل تفوقها أهمية وبطبيعة الحال عند مشاركة منتخب بلادي في أية بطولة أقوم بتشجيعه من باب شوفيني بحت لا يستند إلى معرفة بقوانين اللعبة ولا بأصولها ولا رموزها وربما لا أعرف منهم إلا بيليه الأسطورة البرازيلية لان الصحافة المصرية في الستينات تابعت زيارته لمصر بافتتان بالغ، والمرة الوحيدة التي ذهبت فيها إلى حضور مباراة للكرة كانت قبل عامين تقريباً وأقيمت لمناسبة اعتزال أحد لاعبي الزمالك من أبناء الصعيد وفي اثنائها تم تكريمي ضمن مجموعة من الكُتاب والمثقفين، وهالني في الملعب اهتمام الناس المبالغ فيه بمتابعة المباراة واكتشفت أن انتماء الناس البسطاء بفريق معين هو نوع من الإحساس بهوية بديلة وانتماء مفتقد. الشاعر عبدالمنعم رمضان: عندما قرأت سيرة ايفيوتشينكو الشاعر الروسي الكبير اكتشفت انه كان يلعب كرة القدم وان ألبير كامو لعب الكرة أيضاً من أجل أن يستمتع بالحس الجماعي في مواجهة حسه الفردي، ونجيب محفوظ يحب سعد زغلول وحسين حجازي نجم الكرة في شباب نجيب، أتصور الآن أن بلوغ حق اللعب يعادل بلوغ حق الحرية وان المحروم من اللعب محروم من الحرية والفن ذاته تجربة من تجارب الحرية وإن كانت أكثر تعقيداً وتركيبا وإذا لم نفكر في الإله الخفي الذي حول كرة القدم إلى صناعة وإنتاج وكانتونات كبيرة أحيانا - إذا لم نفكر فيه - لأننا بالفعل لا نراه أثناء مشاهدتنا للمباريات فسنكتشف أننا نمارس أقصى حدود علانيتنا أثناء الفرجة، ليس فقط بل إن أجهزة الإعلام تمارس أقصى حدود علانيتها أثناء العرض، إنها لحظة التقاء الحدود القصوى بين العارض والمشاهد، وبالنسبة لي أرتاب كثيرا في كائن لا يعرف محبة السخرية، أرتاب أكثر في كائن لا يعرف محبة اللعب، رأيت البرازيل في زمن سقراط وفالكاو وجانيور وايدار وأعتقد انه أعظم فريق رأيته ثم أحببت هولندا الغائبة هذا العام وأتوقع أن الأرجنتين ستكون الأفضل. الشاعر علاء الأسواني: أفرق بين معنيين، الأول يراها مجرد لعبة شعبية فيها المهارات الممتعة والثاني يراها في معنى أبعد من ذلك بكثير فهي ظاهرة لها كل تعقيدات الظواهر الاجتماعية والسياسية، أولا لأن الناس بانتمائها الكروي تخلق بدائل لانتماءاتها السياسية بعد أن أدركت إفلاس الحياة السياسية في معظم دول العالم الثالث. ففي مصر مثلاً المؤكد أن الأهلي والزمالك هما حزبا الغالبية الحقيقية التي لا تمنعها قوانين الطوارئ من إبداء رأيها أو التجمهر والاحتجاج العلني في الشارع رفضاً لهزيمة. وأنا عكس كثيرين أرى أن هذا الانتماء الكروي ممتع بحد ذاته فهو يعطي فرصاً للتعويض بالتحقق مع الجماعة، فالناس في مجتمعاتنا لم تجد فرصاً عادلة إلا من خلال الكرة، فالمباراة تتيح حياة استثنائية في فضاء "العدالة الموقتة" طوال زمن المباراة، وبالنسبة إليّ أميل إلى الكرة اللاتينية ربما لأني أعرف الأسبانية معرفة جيدة ومن خلال حوارات مع من يتكلمونها أدركت أن تفوقهم الرياضي في كرة القدم بالتحديد هو تعويض عن إخفاقٍ سياسي كما انه نوع من المقاومة والتحايل على قهر الأنظمة التسلطية، وفي إطار التوقعات أعتقد أن فرص الأرجنتين هي الأفضل من بين جميع الفرق. الروائي فتحي امبابي:في بداية متابعتي لمباريات الكرة كنت شديد الحماسة وأشعر بكمية انفعالات ل"حساب الغير" سواء اللاعبين أو جماهير فرقهم التي كنت أتعاطف معها أيضا وهذا الإفراط في الحماسة جعلني أبتعد عن الكرة، وتدريجياً أصبحت "أهلاوياً بارداً"، وأتابع مباريات المنتخب المصري ببعض الفتور الذي لا يضعف الأمل في الفوز ربما بعدما أدركت ضعف الكرة المصرية، حتى بالمقارنة مع جيرانها في شمال أفريقيا، وفي المونديالات السابقة كانت انحيازاتي للفرق الكروية امتداداً لا إرادياً لانحيازات سياسية، ففي فترة الحرب الباردة كنت أشجع الفريق السوفياتي وتعز عليّ هزيمته والآن لم يبق لي إلا فرق أميركا اللاتينية وفرنسا، والمؤكد أنني سأتابع المباريات بحماس منظم وانفعالات أقل قسوة. الروائي بهاء طاهر: أذكر الآن أول قصة نشرتها وكانت بعنوان "المظاهرة" وتتحدث عن مسيرة لمشجعي إحدى الفرق الرياضية وعندما تأملت صورة هذه الجماهير اعتقدت أن حماسها هو محاولة لتعويض إحباطات معينة ورغبة في تفريغ طاقات كان من الممكن تصريفها في أمور أفضل، وأعترف الآن أنني كنت واهماً، فطوفان الكرة لا يمكن مقاومته محليا ودوليا، خصوصاً أنه يحظى بمباركة جميع السلطات تتساوى في ذلك النظم الشمولية مع الديموقراطية. فالكرة هي اسهل وسيلة لإلهاء الناس عن أي شيء جاد، هي الطوفان الذين رفعنا جميعا أمامه "الراية البيضاء" وبطبيعة الحال لدي انحيازاتي عند المشاهدة لكن لا أهمية لها طالما لا تتأسس على قواعد أو دراية ولا أزال أشعر بالمرارة عندما أرى وسائل الإعلام تهمش الكوارث العالمية وتفسح المجال أمام الاهتمام بأخبار الكرة وتنصرف إلى شيء عبثي بالنسبة إلي. وأعتقد أن ما يقال عن الثقافة في وسائل الإعلام الرئيسية في مصر على الأقل طوال العام لا يوازي ما يقال عن مباراة واحدة من مباريات الأهلي والزمالك، وبالنسبة إلى مونديال هذا العام ربما قاطعته احتجاجاً وبالتالي لا شأن لي بحساب التوقعات. الروائي أبو المعاطي أبو النجا: منذ فترة طويلة كتبت مقالاً عنوانه: "لماذا كل هذا السحر والسلطان" لمجلة "الهلال" عن الاهتمام بكرة القدم وقبله كتبت قصة عنوانها "الشوط الثاني" عن أجواء كروية يعيشها البطل، وبالنسبة إلي أستمتع كثيرا بمشاهدة المباريات لأنها تضعني دائما على حافة توقعات قد تتحقق أو لا تتحقق، وهذا وضع مثير في حد ذاته، كما أن هذه المباريات تنطوي على كثير من المفارقات، ففيها لا يتعارض النبوغ الفردي مع التعاون الجماعي وكلاهما يكون في خدمة الآخر من دون أن يطغى أحدهما على الآخر كما هو الحال في بقية شؤون الحياة، والمدهش أن تأمل العلاقات الكروية بحد ذاته ينطوي على علامات وتحولات اقتصادية واجتماعية أعمق مما نظن، ففي الكرة تتجلى ظاهرة العولمة بأحسن ما تكون فالاحتراف مثلاً يجعل من اللاعب سلعة معروضة في السوق العالمية ويضرب داخله فكرة الانتماء ويحرره من هواجس المحلية بحثاً عن حالة تحقق كونية هي نتاج لفكرة التفوق لأقصى مدى، وكمشاهد محترف أفضل مشاهدة فريقي البرازيل وايطاليا، ولكلاهما طعم خاص، وأغضب لو خرجا مبكراً من أي بطولة،. في البطولة الحالية يصعب التوقع لأن كل الفرق غرباء على أرض كوريا واليابان والمساندة الجماهيرية موزعة على الجميع طالما الأمل في منافسة كوريا واليابان على اللقب معدوم وهو أمر سيضفي متعة جديدة على مونديال هذا العام. الكاتب إبراهيم عبدالمجيد: كانت الكرة محطة مهمة في حياتي حيث نشأت في حي شعبي ولعبت الكرة لسنوات طويلة، لكنني لم أنشغل بها قدر انشغالي بالحكايات الكثيرة وراءها، فالجمهور كان بالنسبة اليّ مخزناً للحكايات "السحرية" غير المكتشفة والغامضة التي تخفي إحساسا بالعجز والرغبة في التحقق والقفز فوق أية تمايزات اجتماعية أو طبقية، واللافت أن أندية الإسكندرية الشهيرة مثل الاتحاد أو الأولمبي كان الانتماء إليها هو بحد ذاته علامة أولية على موقع داخل الطبقة، فالاتحاد كان نادي الجماهير الكادحة وفئات المهمشين، فيما كان الأولمبي نادي الأرستقراطية، والغريب أن أغلب لاعبيه ومشجعيه كانوا من النوبيين، والظاهرة نفسها تتكرر في القاهرة عند القياس على الأهلي والزمالك الذي كان نادي الصفوة داخل العاصمة ولا أزال مشدودا لإيقاع الأغنيات التي كانت تستخدم لتحفز هذه الفرق وأكثر من ذلك العجب ما زال لقدرة هذه الجماهير على إجراء محاكاة تهكمية للأغنيات الوطنية واستخدامها للبكاء على خسارة الفريق، وفي ما يتعلق بذوقي في المشاهدة أنحاز للمهارات الفردية اكثر من انحيازي لفرق التكتيك وعلى هذا الأساس أحدد رهاناتي في المشاهدة والتوقعات وإن كان الانحياز الدائم لفرق العالم الثالث كشكل من أشكال التضامن والمؤازرة. الكاتب خيري شلبي: منذ سنوات طويلة ارتبطت بالحمائم البيضاء ذلك أني من مشجعي نادي الزمالك التاريخيين وقد تعمق حبي للكرة بعد أن أدركت جمال العالم في المونديال، حيث يصبح هذا العالم جميلا بفضل وجود نوع من العدالة الموقتة التي تسمح لفرق فقيرة بالانتصار على فرق تمثل دولاً غنية وتسمح لان يتولى ممثلون عن العالم الثالث من أمثال الحكمين الدوليين العربيين جمال الغندور وجمال الشريف بتولي مسؤولية الحكم واتخاذ قرارات مصيرية تهدد نجماً مثل زين الدين زيدان وغيره بالطرد، ناهيك عن حالة المنافسة التي ينخرط فيها الجميع بلا استثناء والتي تعمق من مشاعر الانتماء الوطني لدى اللاعبين والجماهير حيث تصبح منطقة المرمى قطعة مستهدفة من قبل أعداء الوطن ويكون الدفاع عنها نوعاً من الشرف. وللأسف في كثير من الأحيان لا يدرك المدربون هذه القيم ولا يقومون بإعداد لاعبيهم ثقافياً وبدنياً لاستشعار مسؤولية هذا الانتماء للجماعة الوطنية بمختلف قيمها ورموزها، فالكرة لا تنفصل عندي عن كل أمور المجتمع بما في ذلك الفكر والإبداع والسياسة، وبطبيعة الحال ما زلنا نذكر كيف تابع العالم مباراة إيران مع أميركا في المونديال الماضي أو كيف حاول طوني بلير رئيس وزراء بريطانيا أن يهيئ الشعب الإنكليزي وينعي لهم غياب اللاعب بيكهام عن المونديال، وكلها أمور لها دلالتها، وهذا العام أجد نفسي دائماً منحازاً في تشجيعي للفرق العربية والأفريقية على رغم أن رهاني وتوقعاتي محصورة في فرق أخرى هي الأرجنتين والبرتغال وإيطاليا. عزت العلايلي: الرياضة عموما متنفس للشعوب وهي تعبر عن ان "العقل السليم في الجسم السليم"، وكرة القدم خصوصاً هي اللعبة الشعبية الأولى على مستوى العالم. وهي متنفس جيد بغض النظر عن الفائز أو المهزوم، الى جانب ما تمثله من متعة وإثارة. اشجع الكرة الجميلة ولكنني سأميل الى تشجيع المنتخبين العربيين السعودية وتونس وأيضاً الفرق الافريقية التي اتوقع ان يحقق احداها خصوصاً الكاميرون أو نيجيريا أو السنغال، نتائج طيبة، واتوقع ان تصل الى المباراة قبل النهائية الارجنتينوفرنساوالكاميرون. حسين فهمي: كرة القدم اللعبة الأولى المفضلة لدي منذ الطفولة وأيام الشباب، اشجع المانياوفرنسا بحماس وأتمنى أن تصل البرازيلوالارجنتين الى مستوياتهما السابقة، واتوقع فوز منتخب فرنسا بالكأس لقدرته الفائقة في اللعبة. المؤلف لينين الرملي: أرى في كرة القدم دراما الحياة حيث إنها نموذج مصغر للحياة وهي لعبة جماعية وحياة الانسان تقوم على أنه يعيش وسط مجموعة ولا ينجح الا من خلال التعاون مع الآخرين او تقسيم العمل، كما ان فيها الدفاع والهجوم والانسان في حياته يضطر اليها، ويعجبني انها تعتمد على اللياقة والسرعة، إضافة إلى "الدفاع" حيث إن اللاعب يتحكم في الكرة عن طريق رأسه، كما تعجبني في أن روح ممارسها لا تحبط حال اصابة مرماه بهدف ويظل لديه الامل والشجاعة واللياقة النفسية والعقلية الى النهاية. أشاهد بشكل مستمر منتخب البرازيل لأنه يقدم كرة ممتعة فيها كفاح، وحينما تدور الكرة في اقدام لاعبين فإنها تشبه عزف الموسيقى حيث النغمات في طريقة تبادل الكرة وتمريرها. يهيأ اليّ أن فرنسا لن تكسب الكأس هذه المرة وانما ستكون من نصيب الارجنتين او البرازيل واعتقد ان كفة الارجنتين أرجح. فردوس عبدالحميد: احتفالية كأس العالم فرصة ممتعة للشعوب في العالم لمشاهدة كرة قدم حقيقية غير الذي نشاهدها من خلال منتخباتنا المصرية فنستمتع خلال 30 يوماً أمام التلفزيون بأجمل الاوقات والتي تحوي الاثارة والتشويق واللعبات الممتعة، وأتمنى ان اشاهد خلال الدورة الحالية فريق البرازيل بثوب جديد لنتمتع بفنه والوصول الى النهائيات. وأتوقع فوز فريق فرنسا بكأس العالم لوجود عدد من اللاعبين المحترفين الذين يلعبون بروح الفريق وليس الفرد ما يجعل النصر مؤكداً لهم. سعيد صالح: كرة القدم لعبة شعبية لها جمهور رهيب في شتى انحاء العالم وهي لعبة جميلة ترسم البهجة والمتعة على وجوه مشجعيها، خصوصاً إذا اقترن هذا التشجيع بتحقيق الفرق للبطولات والاداء الممتع. أشجع الكرة الحلوة، لكنني اركز اهتمامي على فريق الارجنتين الذي تابعت جميع مبارياته في تصفيات اميركا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم وأعجبني أداء لاعبيه الذي يختلف عن اداء باقي المنتخبات الاخرى حيث يمتاز بالقوة والفن والإثارة. ارشح منتخب الارجنتين بقوة للحصول على اللقب المقبل ويليه منتخب فرنسا ثم الكاميرون. محمد رياض: تمثل رياضة كرة القدم لي عشقاً خاصاً والهواية المفضلة لي بعد الفن فأنا ممارس لها منذ الطفولة، التحقت بفريق نادي البلاستيك المصري في سن 17 وال19 عاماً وحققت نجاحات كثيرة في تلك اللعبة، امارسها بشكل دائم وفي أوقات فراغي واشجع الفرق العربية والكاميرونوالسنغال، لكنني اعشق الكرة الفرنسية وأتوقع فوزها بكأس العالم. الموسيقار سامي الحفناوي: تعجبني كرة القدم عن أية رياضة اخرى في أن ردود فعل الجمهور تظهر اثناء المباراة وبعدها وقد يمتد التأثير لأيام أو شهور أو أعوام كما في الامثلة البارزة للاعبين الموهوبين، ويسعدني نبض الجمهور سواء في حال الفوز أو الخسارة، وهي لعبة مهمة جداً من وجهة نظري شرط ان تبتعد عن التعصب الاعمى. أشجع المنتخبين العربيين السعودية وتونس وأحلم أن يصلا الى أدوار متقدمة على رغم صعوبة مجموعتهما. وأتوقع فوز الارجنتين باللقب تليها فرنسا ثم البرازيل. يونس شلبي: كرة القدم هي الرياضة الشعبية الأولى للجماهير في العالم، وهي في مصر مثلاً قبل فترة كانت المتنفس للجماهير وإسعادها الى جانب أم كلثوم، اما الآن فأصبحت كرة القدم المتنفس الوحيد. اشجع الفرق الجيدة ونحن في مصر نميل الى تشجيع البرازيلوالارجنتين وباقي دول اميركا اللاتينية. واتوقع فوز الارجنتين باللقب تليها فرنسا وانكلترا وايطاليا والبرازيل. كما اتوقع ان تحقق بعض المنتخبات الافريقية مفاجأة بالوصول الى الدور قبل النهائي. المؤلف سامي السيوي: تمثل كرة القدم بالنسبة إليّ لحظات رجوع إلى الطفولة وإلى أيام جميلة في مراحل الصبا والشباب، وهي تعطي للجمهور لحظة من لحظات النسيان والاستمتاع والسعادة الجماعية الى جانب انها قد تمثل لحظة وجد. اشجع فريق البرازيل كانتماء بعد مصر، ومنتخبها هو الذي جعلني اشجع كرة القدم وتحديداً بيليه. واتوقع فوز منتخب الارجنتين بالكأس لأنه فريق يملك عدداً كبيراً من اللاعبين الاساسيين الموهوبين كما ان البدلاء لا يقلون اهمية عن الاساسيين. أحمد بدير: كرة القدم هي اللعبة الشعبية الاولى في العالم وعلى رغم ظهور العديد من الألعاب سواء الفردية أو الجماعية إلا أنها لم تستطع ان تحقق ما حققته كرة القدم. وعن نفسي فإنني شديد الولع بهذه اللعبة التي قد تضطرني احياناً الى تأجيل التصوير. اشجع فريق البرازيلوالارجنتين وايطاليا وفرنسا. واتوقع فوز منتخب الارجنتين بالبطولة أو فرنسا إذا حافظت على مستواها الذي ظهرت به في الكأس الماضية أو كأس أمم اوروبا. المؤلف محفوظ عبدالرحمن: ليس لي اهتمام كبير بكرة القدم وان كنت اذكر اثناء المباراة النهائية في كأس العالم عام 1978 بين هولنداوالارجنتين انني توقعت وزميل لي من دون باقي الزملاء فوز منتخب الارجنتين على رغم قوة المنتخب الهولندي آنذاك، وهو ما حدث وفازت الارحنتين. اشجع المنتخبات العربية والافريقية لأن هذا هو أملنا بعد خروج المنتخب المصري. واتوقع فوز منتخب الارجنتين او فرنسا.