مع اقتراب الشتاء، تزايدت المخاوف من موجة فايروسية عاتية. وتوفر الأرقام الرسمية أدلة ترجح تلك التوقعات. فقد ارتفع العدد التراكمي لإصابات الولاياتالمتحدة الليل قبل الماضي إلى 99 مليوناً منذ اندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد في نهاية سنة 2019. وقالت بريطانيا أمس إن نحو مليونين من مواطنيها أصيبوا بالفايروس مطلع أكتوبر الجاري. ووجدت تايوان- التي تحيط بها مخاوف من أن يعلن الرئيس الصيني شي جنبينغ، الذي أعيد انتخابه لفترة رئاسية ثالثة أمس (السبت)، ضمّها الى الصين بحلول نهاية العام الحالي، وجدت نفسها من بين الأشد تضرراً من موجة كوفيد-19 الحالية؛ إذ جاءت الثانية عالمياً من حيث عدد إصاباتها الجديدة (35.654 إصابة جديدة الجمعة). وتقدمتها الولاياتالمتحدة، التي سجلت الجمعة 37.985 حالة جديدة، رافقتها 316 وفاة إضافية. واحتلت اليابان المرتبة الثالثة بتسجيلها 34.175 إصابة جديدة الجمعة. وتذيلت قائمة الخطر كوريا الجنوبية، التي سجلت 26.823 حالة جديدة الجمعة. وتقترب الولاياتالمتحدة من ارتفاع العدد التراكمي لإصاباتها منذ اندلاع نازلة كورونا إلى 100 مليون. وهو رقم مهم، إذ يمثل نحو ثلث عدد سكان الولاياتالمتحدة (335.17 مليون نسمة). وارتفع عدد وفيات الولاياتالمتحدة أمس إلى 1.092.606 وفيات، تعد الأكبر عالمياً. وأعلنت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها أمس الأول أن السلالتين الفرعيتين BQ.1 وBQ.1.1 أضحتا تمثلان 16.6% من الإصابات الجديدة بكوفيد-19 في الولاياتالمتحدة. وأوضحت أن هاتين السلالتين أضحتا أكثر تفشياً في مناطق عدة، خصوصاً ولاية نيويورك. وزادت أن تقديراتها تشير إلى أن السلالة الفرعية BQ.1 شكلت الأسبوع الماضي نحو 5.8% من الإصابات الجديدة. ويعني ذلك أن عدد إصاباتها تضاعف خلال أسبوع واحد فحسب. أما سلالة BQ.1.1 فهي تمثل حالياً 3.6% من الإصابات الجديدة. وكلتاهما متحدرتان من سلالة BA.5 المتحورة وراثياً من سلالة أوميكرون التي تهيمن على المشهد الصحي الأمريكي. وقالت منظمة الصحة العالمية أمس الأول إن السلالة الفرعية BQ.1.1 تتفشى حالياً في نحو 29 دولة، فيما تتفشى متفرعة أخرى أطلق عليها XBB في 26 دولة. وذكرت المنظمة أن هذه المتحورة الفرعية أظهرت التحليلات قدرتها على تفادي الأجسام المضادة في جهاز المناعة. وقالت المديرة الفنية للمنظمة الدكتورة ماريا فان كيرخوف إن سلالة BA.5 شكّلت 62.2% من إصابات العالم خلال الأسبوع الذي انتهى في 22 أكتوبر الجاري. وفي سياق ذي صلة؛ أعلن المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والحد منها، أمس الأول، أنه يتوقع أن يؤدي التفشي المتسارع لسلالة BQ.1 وBQ.1.1 إلى زيادة في عدد الحالات الجديدة في القارة الأوروبية. وأضاف أنه يتوقع أن تهيمن هاتان السلالتان الفرعيتان على المشهد الصحي في أوروبا بحلول منتصف نوفمبر ومطلع ديسمبر القادم. ولا توجد أدلة مخبرية على أن إصابات هاتين المتحورتين يمكن أن تتسبب في تفاقم الحالة الصحية للمصابين بهما. وفيما رسخت فرنسا أقدامها في المرتبة الثالثة عالمياً من حيث عدد الإصابات، تسبقها الولاياتالمتحدة والهند؛ تواجه بريطانيا ارتفاعاً متزايداً في عدد الحالات الجديدة. وذكرت أرقام مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني أمس (السبت) أن نحو مليوني بريطاني أصيبوا بالفايروس خلال الأسبوع الذي انتهى في 10 أكتوبر الجاري، أي نحو شخص من كل 30 شخصاً في إنجلترا (3.1% من سكان بريطانيا). ولم يتجاوز عدد المصابين شخصاً من كل 35 شخصاً خلال الأسبوع الذي سبقه. وشهد الأسبوع السابق إصابة 1.70 مليون نسمة. كما تشير الأرقام الحديثة الى ارتفاع عدد الحالات الجديدة في مقاطعة ويلز، إلى شخص من كل 25 شخصاً. وكانت الجهات الصحية في المملكة المتحدة حذرت الأسبوع الماضي من أن الشتاء قد يشهد «وباءً مزدوجاً»، من جراء تفشي فايروسي كورونا والإنفلونزا في آنٍ معاً. وحذرت مديرة برنامج الصحة العامة في وكالة الأمن الصحي البريطانية الدكتورة ماري رامساي من تزايد ملموس في تنويم الأطفال دون سن الخامسة، وتنويم بعضهم في وحدات العناية المكثفة، بسبب الإنفلونزا. • أعلنت شركة فايزر الدوائية الأمريكية، أمس الأول، أنها ستعمد إلى رفع سعر لقاحها في الولاياتالمتحدة إلى ما يراوح بين 110 دولارات و130 دولاراً، حال انتهاء برنامج الدعم الحكومي للقاحات كوفيد-19. وقالت مديرة فايزر أنجيلا لوكن إن اللقاح الذي يقدم مجاناً إلى الأمريكيين بموجب الدعم الحكومي سيصبح متاحاً مجاناً لمن لديهم تأمين صحي، أو من توفر لهم الحكومة الأمريكية تأميناً صحياً. وتدفع الحكومة حالياً 30 دولاراً للجرعة لشركة فايزر وشريكتها الأمريكية بيونتك. وقال محللون أمس إن السعر الجديد للقاح فايزر-بيونتك سيحقق عائدات قد تراوح بين 2.5-3 مليار دولار سنوياً. وتقول فايزر إن أسعارها في بقية أرجاء العالم باقية على حالها بحسب العقود مع الدول الأخرى، على الأقل حتى سنة 2023. • توقع محللون، أمس الأول، أن يدفع إعراض الأمريكيين عن الجرعة التنشيطية الثانية من لقاح كوفيد-19 شركات فايزر وموديرنا ونوفافاكس إلى رفع أسعار لقاحاتها المضادة لكوفيد-19 بما قد يفوق 3 أضعاف، إذا لم يرتفع مستوى استهلاك هذه اللقاحات الى مستوى التطعيم بلقاح الإنفلونزا، الذي يصل إلى 160 مليون جرعة سنوياً في أمريكا، وإلى 600 مليون جرعة في أرجاء العالم الأخرى. وتوقع المحللون أن لا تزيد مبيعات لقاحات كوفيد-19 على ثلث استهلاك لقاح الإنفلونزا، مع تزايد الاعتقاد بأن الوباء العالمي انتهى من على وجه الأرض. • أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس الأول، أنها ستوقف موقتاً التطعيم بجرعتي لقاح الكوليرا، ليقتصر على جرعة وحيدة، بسبب نقص لقاحات الكوليرا، وتزايد اندلاع الكوليرا في أرجاء العالم. وهي إشارة إلى تفشي الكوليرا أخيراً في هايتي وسورية ومالاوي. وكانت هايتي أعلنت في 9 أكتوبر الجاري تسجيل 32 حالة جديدة و18 وفاة بالكوليرا. واعتبرت المنظمة أن استراتيجية الجرعة الوحيدة هي أفضل حل، على رغم أن فترة الحماية المناعية التي توفرها الجرعة الوحيدة محدودة؛ بل تبدو منخفضة جداً لدى الأطفال. «عكاظ» تتابع تطورات لقاحات كوفيد- 19 قررت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها (الجمعة) إدخال لقاحات كوفيد-19 ضمن جداول التطعيم الروتيني للأطفال والبالغين. وذكرت أنها ستدخل في جداول التطعيم الخاصة بالأطفال من عمر 6 أشهر فصاعداً. غير أن صحيفة «نيويورك تايمز» كتبت أن تضمين لقاحات كوفيد جداول تطعيم الأطفال لا يعتبر تطعيماً إلزامياً لتلك الفئة؛ إذ إن إلزاميتها شأن يتعلق بالولايات والقضاء والقوانين المحلية في كل ولاية أمريكية. وقال خبراء المراكز المذكورة إن السبب وراء القرار يتمثل في أن كوفيد-19 باقٍ، ولن يختفي على الإطلاق.