أخيراً.. حسمت بريطانيا جدل «الجرعة التنشيطية الثانية (الرابعة باعتبار أنها ستأتي بعد جرعتي اللقاح الأساسيتين، وبعد الجرعة التنشيطية الأولى، أي الجرعة الثالثة)؛ بقرار وكالة الأدوية وتنظيم الرعاية الصحية (الإثنين) الموافقة على اللقاح المزدوج (الثنائي التكافؤ) الذي ابتكرته شركة موديرنا الدوائية الأمريكية، بحيث يكون قادراً على التصدي لكلا سلالتي فايروس كورونا الجديد الأصلية، التي ظهرت في سنة 2020، وأوميكرون، التي تعرف علمياً ب(BA.1)؛ وهي السلالة التي ظهرت في بريطانيا في نوفمبر الماضي. وبذلك فإن بريطانيا أضحت أول دولة في العالم تقر نسخة محدّثة من لقاحات كوفيد-19. ويتوقع أن يستفيد أكثر من 26 مليون بريطاني تزيد أعمارهم على 50 عاماً من الجرعة التنشيطية المزدوجة خلال الخريف القادم. ولا بد من إشارة هنا إلى أن بريطانيا سبقت جميع دول العالم إلى الموافقة على أول لقاح ضد كوفيد-19، وهو لقاح شركتي فايزر الأمريكية وبيونتك الألمانية. وذكرت وكالة الأدوية البريطانية أن التأثيرات الجانبية لتنشيطية موديرنا المحدّثة (الثنائية التكافؤ) هي نفسها ما عُهد في التنشيطية الأصلية التي أنتجتها موديرنا. وزادت أنها أعراض خفيفة، وتحل مشكلتها بنفسها. وقال وزير الصحة البريطاني ستيف باركلاي إن الجرعة الجديدة ستكون جزءاً مهماً من برنامج التطعيم الذي ستطرحه الدولة البريطانية اعتباراً من سبتمبر القادم. وزاد أن هذا اللقاح المحدّث سيزيد نطاق المناعة، ويحسّن الحماية ضد المتحورات الفايروسية الفاشية. كما أنه كفيل بتوفير مناعة جيدة ضد أربعٍ من سلالات فايروس الإنفلونزا. وتوقع الرئيس التنفيذي لموديرنا ستيفن بانسيل أن تقوم الجرعة التنشيطية المحدثة من لقاح شركته بدور مهم في توفير الحماية ضد كوفيد-19 خلال فصل الشتاء القادم. وفي شرح أوضح لطبيعة اللقاح المعدّل الجديد، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن نصف جرعة اللقاح الجديد ستستهدف السلالة الأصلية من فايروس كورونا الجديد، فيما يستهدف النصف الثاني من الجرعة نفسها سلالة أوميكرون. وأشارت الصحيفة إلى أن بيانات التجارب السريرية على اللقاح المحدّث أكدت أنه أحدث ردَّ فعلٍ مناعياً قوياً ضد السلالتين الأصلية وأوميكرون. كما أحدث رداً قوياً ضد متحورتي BA.4 وBA.5 المتحدرتين من أوميكرون. وأكدت الرئيسة التنفيذية لوكالة الأدوية البريطانية الدكتورة جون راين أنها سعيدة بأن لقاح موديرنا المعدّل استوفى جميع اشتراطات الوكالة البريطانية، المتعلقة بالمأمونية، والجودة، والفعالية. وكانت موديرنا أعلنت في يوليو الماضي أنت حكومة الولاياتالمتحدة حجزت 66 مليون جرعة من لقاحها الخاضع للتحديث، القادر على استهداف سلالة 2020، وسلالتي BA.4 وBA.5 المتحدرتين من أوميكرون. ويتوقع أن تبدأ إدارة الرئيس جو بايدن حملة التطعيم بالجرعة التنشيطية المحدثة لشركتي فايزر وموديرنا الشهر القادم. وقالت شركة موديرنا إنها استوفت جميع متطلبات الهيئات الرقابية الصحية في أستراليا، وكندا، والاتحاد الأوروبي، وتتوقع إعلانات من تلك الجهات خلال الأيام القادمة بشأن اللقاح المحدّث الجديد. وبدا أن ظهور السلالتين المتفرعتين من أوميكرون مطلع ربيع العام الحالي، أسفر عن خفض مستوى الحماية المناعية التي يوفرها لقاحا موديرنا وفايزر-بيونتك ضد تفاقم الإصابة إلى درجة تؤدي إلى تنويم المصاب بالمستشفى. فقد تم تنويم عدد من المطعّمين بهذين اللقاحين أكبر مما حدث إبان موجة أوميكرون التي هيمنت خلال الشتاء الماضي. ومما ينبغي ذكره أن عدد من حصلوا على التطعيم بلقاحات كوفيد-19 في بريطانيا يصل بشكل إجمالي إلى 76% من السكان، حصل 60% منهم على جرعة إضافية. وفي المقابل؛ فإن نسبة المطعّمين من سكان الولاياتالمتحدة لا تتجاوز 67%. بيد أن برنامج منح الجرعة التنشيطية الثالثة تعثّر تعثُّراً شديداً، إذ لم يحصل عليها سوى 32% من الأمريكيين. وتشير قاعدة بيانات «نيويورك تايمز» المختصة بالتلقيح حول العالم إلى أن عدد سكان العالم الذين تم تحصينهم بالكامل يبلغ 64%. أعلن الرئيس التنفيذي لمعهد الأمصال الهندي أدار بواوالا، أنه يتوقع أن يكون لدى الهند لقاح ضد سلالة أوميكرون خلال 6 أشهر. ويقوم معهد الأمصال الهندي -الذي يعد أكبر مصنع للقاحات في العالم- بتصنيع لقاح أسترازينيكا الماضد لكوفيد-19، تحت مسمى «كوفيشيلد». ومن ناحية أخرى، أعلنت شركة نوفافاكس الدوائية الأمريكية أنها تقدمت بطلب إلى هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لفسح جرعة تنشيطية من لقاحها المضاد لكوفيد-19، الذي فسحت الرقابة الأمريكية جرعتيه الأساسيتين في يوليو الماضي. هل تكسب الإنسانية حربها على أوميكرون؟ قال وزير الصحة الألماني البروفيسور كارل لوترباخ؛ وهو استشاري متخصص في مكافحة الأمراض المُعدية، الجمعة الماضي، إنه يتوقع أن تقر وكالة الأدوية التابعة للاتحاد الأوروبي جرعة تنشيطية مُحدّثة خصيصاً لاستهداف أوميكرون ومتحوراتها الشهر القادم. وكانت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية طلبت من شركات اللقاحات بأن أية جرعة محدثة يجب أن تتضمن حماية ضد السلالتين المتفرعتين من أوميكرون، وليس ضد أوميكرون وحدها. وتقول منظمة الصحة العالمية إن الارتفاع الأخير في عدد الإصابات الجديدة بكوفيد-19 في أرجاء العالم يعزى إلى سلالة BA.5 المتحدرة من أوميكرون وراثياً. وأضافت أن هذه المتحورة الفرعية تهيمن حالياً على نحو 70% من الإصابات. ويرى العلماء أنه في أتون التحور الوراثي المستمر بالنسبة إلى سلالات فايروس كورونا الجديد، ستكون شركات اللقاحات والأدوية متخلفة دوماً في خطواتها الرامية لإنتاج لقاح يلبي حاجة المعركة ضد كوفيد-19، بحسب ظهور سلالاته ومتحوراته الفرعية. ويتوقع علماء أن تؤدي محاصرة الجرعات التنشيطية الجديدة لسلالة أوميكرون ومتحورتيها إلى ظهور سلالات متحورة وراثياً جديدة. لكن العلماء انقسموا في ما بينهم في شأن مدى جدوى الجرعات التنشيطية الجديدة لصد تدهور الإصابة بكوفيد-19 إلى درجة التنويم بالمستشفى، أو الوفاة. أوستن ورئيس فايزر.. من «مشاهير كوفيد» أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن والرئيس التنفيذي لشركة فايزر الدوائية الأمريكية العملاقة ألبرت بورلا (الإثنين) انضمامهما إلى نادي «مشاهير كوفيد-19». وقال أوستن (69 عاماً) إنه محصّن بالكامل، وحصل على جرعتين تنشيطيتين علاوة على التحصين الأساسي. وأشار إلى أنها إصابته الثانية بفايروس كورونا الجديد. وأوضح أن آخر مرة التقى فيها الرئيس جو بايدن كانت في 29 يوليو الماضي. وكان الجنرال أوستن أصيب بالفايروس في يناير 2022. وزاد أن أعراضه متوسطة، وأنه سيواصل عمله من منزله إلى حين انتهاء فترة العزل الصحي التي تستغرق 5 أيام. وقال الرئيس التنفيذي لفايزر ألبرت بورلا (60 عاماً) إنه يشعر بأعراض متوسطة، بعد تأكيد تشخيص إصابته بالفايروس، وإنه بدأ يتعاطى أقراص باكسلوفيد التي أنتجتها شركته لهذا الغرض. وكان أشهر المنضمين إلى نادي مشاهير كوفيد-19 خلال الأشهر الماضية الرئيس جو بايدن، وكبير مستشاري إدارته في شؤون مكافحة الأمراض المُعدية الدكتور أنطوني فوتشي. وأوضح بورلا أنه خصع في السابق لأربع جرعات من لقاح كوفيد-بيونتك المضاد لفايروس كوفيد-19. وكان بايدن قضى أكثر من أسبوعين في العزل الصحي إثر إصابتين بفايروس كورونا الجديد. ويعتقد أن الإصابة الثانية كانت عبارة عن ارتداد للإصابة لدى بعض الأشخاص الذين يتناولون عقار باكسلوفيد.