فيما دعا مسؤولو الاتحاد الأوروبي أمس الأول إلى توزيع الجرعة التنشيطية المحدّثة من لقاحي موديرنا وفايزر-بيونتك، اللتين صممتا بحيث تستهدفان سلالة أوميكرون، المتحورة من فايروس كورونا الجديد، للأفراد الذين يواجهون مخاطر صحية مرتفعة؛ ذكرت أنباء من واشنطن أن الحكومة الأمريكية، التي تتهيأ لتوزيع الجرعتين التنشيطيتين المحدّثتين خلال الخريف والشتاء، تأمل بأن يصبح تعزيز مناعة الأمريكيين من خلال لقاحات كوفيد-19 إجراء راتباً كل عام. وقال وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكي زافيير بيكيرا في إيجاز صحفي في البيت الأبيض الليل قبل الماضي إن 90% من الأمريكيين سيكونون بنهاية الأسبوع الحالي مقيمين في نطاق مسافة لا تتجاوز 8 كيلومترات من المراكز التي تختزن اللقاحين المحدثين. وقال مسؤولون أمريكيون إنه سيكون بمستطاع الأمريكيين الحصول على الجرعة التنشيطية للقاح كوفيد-19، جنباً إلى جنب اللقاح السنوي المضاد للإنفلونزا. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن: «إن ذلك يعني بالنسبة للغالبية العظمى من الأمريكيين أن يحصل كل منهم على جرعة من لقاح كوفيد-19 مرة كل سنة خلال الخريف». وأوضح منسق مكافحة كوفيد-19 التابع للبيت الأبيض الدكتور أشيش جها: «إننا نتحرك باتجاه إبرة سنوية من شأنها أن توفّر درجة عالية من الحماية طوال السنة ضد تدهور صحة المصاب بالفايروس». وقالت مديرة المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها الدكتورة روتشيل فالينسكي إنه حتى مع انخفاض عدد المنومين بكوفيد بنسبة 14% ليصل إلى 4500 شخص يومياً؛ فإن الإبرة السنوية يمكن أن تنقذ آلاف الأرواح. وزادت أن النماذج الافتراضية تشير إلى أن الانتظام في الخضوع لجرعة تنشيطية سنوية يمكن أن يمنع تنويم 100 ألف شخص سنوياً، ويحول دون 9 آلاف وفاة. كما أن من شأنه أن يوفّر مليارات الدولارات من النفقات الطبية المباشرة. ورأى كبير خبراء أمريكا في مكافحة الأمراض المُعدية الدكتور أنطوني فوتشي أنه ما لم تظهر سلالة فايروسية متحورة مختلفة جذرياً، فإن التطعيم السنوي يجب أن يوفر حماية كافية لغالبية الناس. لكنه قال إن بعض الجماعات المعرّضة لمخاطر صحية مزمنة قد تحتاج إلى التطعيم المتكرر كل سنة. وأضاف فوتشي: إننا نتحرك على الأرجح صوب طريق تشبه التعود على اللقاح السنوي ضد الإنفلونزا؛ إذ ستكون هناك إبرة سنوية محدثة من لقاحات كوفيد-19، تستطيع استهداف السلالات المتشفية حالياً. وأوضحت الدكتورة فالينسكي أن اللقاحين المحدثين يستهدفان على وجه الخصوص سلالتي BA.4 وBA.5 المتحدرتين من أوميكرون. وزادت أن BA.5 تهيمن حالياً على 88% من الإصابات في الولاياتالمتحدة، فيما تمثل BA.4 نحو 11% من المشهد الوبائي الأمريكي. ومما يُذكرُ أن اللقاحين المحدثين يستهدفان في الوقت نفسه السلالة الأصلية من فايروس كورونا الجديد. ويعد هذا التحديث الأول من نوعه منذ إتاحة لقاحي موديرنا وفايزر-بيونتك في ديسمبر 2020. وحددت الجهات الرقابية الأمريكية أن تمنح الجرعة التنشيطية المحدّثة من لقاح فايزر-بيونتك لأي أمريكي بلغ الثانية عشرة من عمره أو تعداها؛ فيما حددت سن ال 18 ومن جاوزها للحصول على الجرعة المعدّلة من لقاح شركة موديرنا الدوائية. وقال منسق مكافحة كورونا في البيت الأبيض أول أمس إن إقرار جرعة محدّثة تستهدف الأطفال الأصغر سناً قد يتم في وقت متأخر من فصل الخريف. وأشار المسؤول الأمريكي إلى أنه بسبب رفض الكونغرس تخصيص مزيد من الأموال لشراء لقاحات مضادة لكوفيد-19؛ ستضطر الإدارة الأمريكية لشرائها خصماً على موازنة توفير أزياء الحماية الشخصية للكوادر الصحية، وإلغاء منح الأمريكيين فحوصاً مجانية. وخلص إلى أن ذلك كله يعني أن أمريكا لن تكون مجهزة بشكل جيد لمواجهة أي ارتفاع في الإصابات الجديدة. وقالت وزارة الصحة الأمريكية الأسبوع الماضي إن مخزونها من لقاحات كوفيد والأدوية المضادة للفايروسات سينفد خلال السنة القادمة، ما يعني أن تلك اللقاحات والأدوية ستباع بأسعار تجارية في الأسواق. 65 مليون صيني قيد «الإغلاق» ذكرت تقارير محلية أمس أن تكثيف الصين مساعيها لاستئصال التفشي الأخير لإصابات كوفيد-19، قبيل التئام المؤتمر السنوي للحزب الشيوعي الذي يستأثر بالحكم في الصين، أدى إلى فرض ما يشبه الإقامة الجبرية على نحو 65 مليون صيني في منازلهم. ومن المقرر أن يبدأ المؤتمر العام للحزب الشيوعي الصيني في 16 أكتوبر القادم. ويتوقع أن يسفر المؤتمر عن انتخاب تشي جينبنغ زعيماً للحزب ورئيساً للبلاد لفترة ثالثة. وأورد تقرير نشره أمس (الأربعاء) موقع كايكسين الصيني أن السلطات الصينية فرضت ما يشبه الإغلاق على 33 مدينة، منها 8 حواضر إقليمية وبلدية. وهو ما يؤثر سلباً في حياة 65 مليون صيني. وتشمل الإجراءات في تلك المدن إغلاق المكاتب، والمدارس، وأماكن الترفيه، والمتاجر غير الأساسية، وبعض الخدمات. وطلب من موظفي الشرطات والخدمة المدنية العمل من منازلهم. كما تمت إعادة الطلاب لمناهج التعلم من بعد. وفيما ستبقى المستشفيات مفتوحة، فقد تقرر إغلاق العيادات الخاصة وعيادات أطباء الأسنان. وتم منع الصيدليات من بيع المضادات الحيوية، والأدوية المضادة للفايروسات، وأدوية الحمى والسعال. قرر المراقب العام للأدوية في الهند الموافقة على لقاح مضاد لكوفيد-19 أنتجته شركة بهارات بيوتك، ويتم استخدامه عن طريق بخّه في الأنف. وقال وزير الصحة الاتحادي الهندي منشوخ ماندافيا، في تغريدة أمس الأول، إن هذا اللقاح سيكون أول لقاح هندي يتم استخدامه من خلال رشه في المنخارين. واعتبر الموافقة عليه دفعة كبيرة للحرب التي تشنها الهند على كوفيد-19. وأشار الوزير إلى أن بخاخ شركة بهارات بيونتك يصلح لأي شخص بلغ ال 18 من عمره أو أكثر. وقالت الشركة الهندية التي يوجد مقرها في حيدر أباد إنها أجرت تجربة سريرية على نحو 4 آلاف متطوع، وبناء على بيانات تلك التجربة تمت المصادقة على اللقاح البخّاخ.