«اعتذرت.. ورفضت الاستقالة»، هذا هو ملخص جلسة الاستجواب القاسي لرئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس في مجلس العموم، اليوم (الأربعاء)، بعد أن أقرت بارتكابها أخطاء وتراجعها عن خطة اقتصادية أثارت فوضى في الأسواق، إلا أنها لم تستجب لمطالبة المعارضة لها بالاستقالة من منصبها. وقالت تراس خلال الجلسة التي شهدت سجالات حادة: إنها في منصبها منذ أقل من شهرين، ونجحت في وضع سقف أسعار فواتير الطاقة، حسب تعبيرها. وأضافت «أعتذر عن ارتكاب أخطاء في الماضي، لكن الصحيح فعله في هذه الظروف هو إجراء تغييرات». وأعلنت أنها ستتخذ خطوات لحل المشكلات التي تواجهها بريطانيا، مؤكدة أنها تصرفت بما يخدم مصلحة البلاد. من جهته، طالب زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر رئيسة الحكومة بالاعتذار عن خطتها، مضيفا: نواجه دمارا في الاقتصاد. وسألها عن مبرر استمرارها في منصبها، فأجابت إنها مقاتلة ولا يمكن أن تتخلى من مسؤوليتها. وفي إشارة لتراجع شعبيتها، أظهر استطلاع جديد لمعهد «إبسوس»، أن 53% من الناخبين يعتقدون أن رئيسة الوزراء يجب أن تستقيل، واتهم 80% منهم حكومتها بأنها وراء ارتفاع تكلفة المعيشة. وأفاد استطلاع للرأي أجرته شركة «ريدفيلد آند ويلتون إستراتيجيز» بتقدم حزب العمال المعارض على حزب المحافظين الحاكم بفارق 36 نقطة مئوية، وبلغت نسبة التأييد الشعبي للعمال 56%، بينما حصل المحافظون على 20% فقط. وطالب وزير الخارجية جيمس كليفرلي نواب الحزب بمنح تراس فرصة أخرى، قائلا: «الأخطاء تحدث»، ما عليك فعله هو إدراك توقيت حدوثها والتحلي بالتواضع لإجراء تغييرات عندما ترى أن الأمور لم تسر على النحو المنشود». وأظهرت الإحصاءات الرسمية الصادرة أمس ارتفاع التضخم في المملكة المتحدة إلى 10.1 % في سبتمبر، ليعود إلى أعلى مستوى خلال 40 عاما الذي سجل للمرة الأولى في يوليو، حيث مثل ارتفاع أسعار الأغذية ضغطا على ميزانيات الأسر. ورغم ارتفاع التضخم في جميع أنحاء العالم، تظهر استطلاعات الرأي أن معظم البريطانيين يلقون باللائمة على الحكومة في معاناتهم الاقتصادية.