عايض يوسف، حالة فنية خاصة في الأغنية السعودية، ونجومية واعدة كان لها أن تكون في طليعة المشهد الغنائي بالهوية المختلفة التي تميزه عن سواه، بطريقة أدائه ونوعية أعماله وحضوره المسرحي اللافت، لولا أنه جنح عن كل ذلك وفرط في فرصة استقلاله بمدرسة خاصة تمثله وتميزه، بانحيازٍ غريب -كان في غنى عنه- إلى التقليد والتقليدية والاتكاء على بريق العلاقات وأضواء الإعلام الجديد الذي لا يسمن ولا يغني في زمن الوعي الجماهيري، إذ يملك خامة صوت جميلة مختلفة عن السائد حالياً، وجماهيرية متنامية تشكلت مع بداياته اللافتة عبر منصات الإعلام الجديد، وحتى اليوم.. واليوم يجد نفسه في مواجهة نقدٍ حاد ولاذع لغنائه واحدة من أشهر روائع الفنان القدير محمد عبده، بطريقة مُنفرة تشوبها العشوائية والصراخ والتكلف، أفرزت ردة فعل عنيفة من شريحة واسعة، عبرت بوضوح عن رفضها لما يمكن تسميته بخطيئة فنية، دون أن تكترث أو تتأثر بسيل الإشادات الداعمة التي انهالت فجأة وبلا معايير منطقية، تضامناً وتفاعلاً معه على سبيل «الفزعة» لرفع المعنويات والدعم في خضم الهجوم الذي يواجهه، أما اللافت في الأمر كانت مشاركة الفنان القدير محمد عبده بتصريح وجهه إليه لا يعدو في نظر الذين يعرفونه عن كثب، سوى «جبر خاطر»، بعدما تسببت أغنيته في هذه الانتقادات، فهل يستوعب عايض ما حدث جيداً، ويحلق خارج سرب التقليدية دون أن يتكلف في أدائه ويتعثر مجدداً، ويستفيد من إمكانياته التي يتفرد بها عن أقرانه، أم تخدعه التصريحات الداعمة ويمضي في الاتجاه ذاته فيضيع هويته ويفشل في مجاراة الآخرين ويواصل الاحتراق؟.