التفاعل الجماهيري مع الحفلات الغنائية خلال أيام العيد، وكذلك الحفلتان في مهرجان سوق عكاظ الثقافي، كان على أشده بشكل مختلف عن سابقه من الحفلات، التي أقيمت بعد عودة المسرح الغنائي"2017"، حيث دلّت وأكدت أن المجتمع السعودي كان الأكثر ثقافة ووعيا وتعاطيا مع الفنون بشكل إيجابي. لكن في ظل تكرار أسماء الفنانين وأغانيهم، هل سيستمر الجمهور في تفاعله وأثره الذي أسهم في تغيير النظرة، وتأكيد أن الأغنية ضلع مهم في ثقافتنا المجتمعية، ولا سيما في زيادة مطالبة الجماهير بوجود أسماء فنانين لم يشاركوا في الحفلات. يقول الفنان القدير علي عبدالكريم: لا يمكن أن يعود الفنان إلى سابق مجده في طرفة عين، يحتاج أن يتكرر اسمه ليقدم جديده، ويتفاعل مع الجمهور في الحفلات، وهذا هو ما كان ينقصنا في الحفلات العامة، نحتاج مثل ذلك، ونحتاج أكثر أن تستغل جمعيات الفنون هذا التفاعل الفني، لتقوم بدورها كالسابق، وهذا بلا شك سيعطي أثره الإيجابي وسيثري الساحة بعديد من المواهب الغنائية والعازفين. وهذا التحليل المنطقي لما يدور في الساحة، وصحيح أنني وجدت في حفلتين واحدة ل"روتانا" والأخرى كانت تابعة لسوق عكاظ، وفي كل أعود أكثر من التي قبلها حتى التفاعل الجماهيري يختلف. وهناك من يقول: ما دور الحفلات؟ هل هي حالة ترفيهية أم مدرجة تحت إطار الثقافة؟ هذا السؤال المهم الذي يجب أن نطرحه للناس.!، لأننا حتى الآن لم نقدم حتى جزءا بسيطا من ثقافتنا المحلية، والجيل الحالي لا يعرف عن مكونات هذا الإرث الفني شيئا. وعلى ما يبدو أن تحليل علي عبدالكريم وافق الفكرة نفسها عند الفنان الكبير جميل، الذي قال: الفن رحلة ثقافية مهمة في كل البلدان التي تهتم بالمكون الرئيس لها ونقلة لخارج الحدود، ولا سيما أن الأغنية في الأصل شاملة الأدب في الكلمة المغناة والإبداع اللحني والتميز الأدائي، وأن هذا التفاعل في الأغنية يجب أن يأخذ مكانه في ثقافتنا، وأن نستفيد من الحفلات في مزج العازفين السعوديين، ومنهم من درس "النوطة" ليأخذ الخبرة، ويستطيع مجاراة العازفين الذين نستقطبهم من الخارج، إضافة إلى بروز عدد من الفنانين، كما جرت العادة سابقاً، حينما برز محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد ورابح صقر وغيرهم من خلال الحفلات المنتشرة آن ذاك؛ لأن المسرح في حقيقته هو الملعب الرئيس للإبداع ومواجهة الجمهور والانطلاقة الفعلية. لكن الفنان الشاب رامي عبدالله، اختلف عن هذه التفاصيل والتحاليل التي قدمها الكبار، مؤكدا أن لكل مجتهد نصيبا، وأنه يدين للمسرح بالشيء الكثير من خلال وجوده في عديد من المناسبات والحفلات، كان آخرها ظهوره مع الأوبرا المصرية، وتقديمه عددا من الأغنيات الكلاسيكية، وتدشين أغنيته الجديدة، وقال: إن الرحلة ما زالت طويلة، والفرص متاحة للجميع أن يثبتوا إمكاناتهم؛ لأن مقابلة الجمهور ستكون العلامة الفارقة التي أكدتها مسيرتي القصيرة، وهي من جعلتني أعيد دراسة الأغاني ألف مرة قبل أن أطرحها. بينما قال الفنان محمد السليمان المبتعد عن الساحة والمسرح: إن انتشار المسرح، أساسه العمل للفنانين والعازفين والإبداع، وظهور الأجيال المتتابعة، وتقديم موروثنا الكبير الذي بات يتوارى، ولا يعرف منه الجيل الحديث إلا الشيلات التي تؤخذ من أغانينا وتسمى الشيلة. وعلى ما يبدو أن الشركات التي تنتج هذه الحفلات لا تريدنا أن نقدم أنفسنا بالشكل الذي يتناسب مع رؤية المملكة "2030"، أو أن حظنا ما زال يتعثر رغم المشوار الذي نقدمه أنا وزملائي الفنانون منّذ سنين. هناك شيء لا بد أن يحدث، أن تفرض هيئة الثقافة على الشركات المنتجة للحفلات الفنانين السعوديين وتدعيمهم بالفنانين الشباب، أو تمنح جمعيات الفنون إنشاء مسارح وتقديم الحفلات بأسعار رمزية، كما حدث في فنون الأحساء التي أكدت رسوخ الفن الشعبي في منطقة الأحساء وتكريم فنانيها الأوائل. هذا كله سيكون أثره الإيجابي لدى كل الناس، وستكون نقطة الانطلاقة لنشر موروثنا في الخارج. علي عبدالكريم: لن يعود الفنان إلى سابق مجده في «طرفة عين» جميل محمود: لا بد من مزج العازفين السعوديين في الحفلات محمد السليمان: انتشار المسرح أساسه التنافس والإبداع رامي عبدالله: مقابلة الجمهور العلامة الفارقة في مسيرتي Your browser does not support the video tag.