وضع مقتل الفتاة مهسا أميني تحت التعذيب إيران على فوهة بركان، إذ تمددت الاحتجاجات لليوم الثالث على التوالي، وأعلنت الأحزاب الكردية وولي عهد إيران السابق رضا بهلوي، الحداد العام والإضراب اليوم (الأحد) وغدا (الإثنين)، في وقت يواصل نظام الملالي إنكار مسؤوليته عن الحادثة. وأفادت منظمة حقوقية بإصابة 5 أشخاص بينهم حالات حرجة برصاص الأمن الإيراني ضد محتجين في مدينة سقز. وأخفقت محاولات النظام القمعية في احتواء غضب الشارع، بعد أن أعلنت إجراء تشريح لجثتها وبيان الأسباب الحقيقية للوفاة. وأكد مدير هيئة الطب الشرعي مهدي فوروزيش أن النتائج ستُعلن بعد إجراء المزيد من الفحوصات من قبل خبراء طبيين. ولم تثن تلك الإجراءات المحتجين الذين خرجوا في عدد من مناطق إيران احتجاجات غاضبة للتنديد بوفاة الشابة، خصوصا في مدينة سنندج عاصمة كردستان. وتصدر خبر وفاة أميني والاحتجاجات التي تلته الصحف ووسائل الإعلام العالمية، التي أبرزت احتجاجات الإيرانيات وما وصفته ب«وحشية الأمن الإيراني» في التعامل مع المعارضين والمخالفين. وشهدت إيران مظاهرات ليلية تنديدا بمقتل الفتاة الكردية (الثلاثاء) على يد شرطة الأخلاق، وتحدث ناشطون عن عمليات كر وفر بين المتظاهرين وقوات الأمن في سنندج عاصمة كردستان إيران. وقطع محتجون طريقا رئيسيا يؤدي إلى سنندج عاصمة كردستان. وأكد شهود عيان أن مدينة سنندج انتفضت بمظاهرات ليلية احتجاجاً على ممارسات قوات الأمن. وأقدم المحتجون على تمزيق وحرق صور المرشد الإيراني علي خامنئي، وقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، وواجهت قوات الأمن المحتجين بالغاز المسيل للدموع. يذكر أن الشابة العشرينية أميني، كانت أتت قبل أيام من مدينة سقز إلى طهران مع عائلتها لزيارة أقاربها، إلا أن الشرطة الدينية أو ما يعرف بشرطة الأخلاق، اعتقلتها الثلاثاء الماضي، واصطحبتها مع أخريات إلى السجن بسبب لبسها «حجابا غير لائق»، بحجة إخضاعها لدورة إرشادية وتوجيهية في الأخلاق، وفق زعمها. فيما أكدت لشقيقها أنها ستطلق سراحها بعد ساعة، لكن ذلك لم يحصل، بل نقلت الشابة إلى مستشفى كسرى في العاصمة يوم الأربعاء في غيبوبة دماغية تامة شبه ميتة، لتؤكد عائلتها لاحقا أنها توفيت.