توسعت التظاهرات في العاصمة الإيرانيةطهران، احتجاحا على تعذيب فتاة على يد الشرطة حتى الموت، بينما رُصد انقطاع كبير في خدمات الإنترنت في العاصمة بالتزامن مع الاحتجاجات. وأظهرت مقاطع فيديو تداولها ناشطون على مواقع التواصل، اندلاع تظاهرات وسط العاصمة طهران؛ احتجاجًا على مقتل الشابة مهسا أميني، إثر تعرضها لتعذيب من قِبل عناصر شرطة "الإرشاد" الإيرانية؛ حيث هتف المتظاهرون ضد النظام الإيراني مرددين: "الموت لخامنئي"، و"الموت للديكتاتور"، كما قام المحتجون بإحراق صور خامنئي، فيما أظهرت مقاطع الفيديو المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، اعتقال عدد من المحتجين بعد تعرضهم لمعاملات سيئة من قِبل عناصر الشرطة الإيرانية. وبدأت القصة باعتداء نفذته شرطة "الأخلاق" في طهران، على الشابة الراحلة بزعم ارتدائها "حجاباً غير لائق". وتعرضت الضحية للتعذيب أثناء احتجازها لدى الشرطة، ما استدعى نقلها إلى المستشفى في حالة حرجة. وأفاد شقيق الفتاة المغدورة أن شرطة الإرشاد أبلغته أن شقيقته نقلت إلى قسم "الأمن الأخلاقي"، مشيرين إلى أنهم سيطلقون سراحها بعد جلسة "توجيه أخلاقي" تستغرق نحو ساعة، غير أن ذلك لم يحدث إلى أن توفيت داخل المعتقل. وتأتي وفاة أميني وسط جدل متنام داخل ايران وخارجها بشأن سلوك شرطة الأخلاق، ففي يوليو الماضي، انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لامرأة تقف أمام إحدى عربات شرطة الأخلاق وهي تطالب بالإفراج عن ابنتها. وظلت المرأة المحجبة متمسكة بالمركبة حتى بعد انطلاقها قبل أن تفلتها بعد زيادة سرعتها. وأيضا اختفت الشابة الإيرانية سبيدي راشنو بعد دخولها في جدل داخل حافلة في طهران مع امرأة اتهمتها بنزع حجابها. واحتجزت سبيدي لدى الحرس الثوري قبل أن تظهر على شاشة التلفزيون تدلي باعترافات، الأمر الذي اعتبره نشطاء اعترافا قسريا قبل الإفراج عنها بكفالة أواخر أغسطس الماضي. يشار إلى أن العديد من الحملات النسائية نظمت في إيران ضد فرض الحجاب الإجباري وطريقة اللباس على النساء على مدى السنوات الماضية، إلا أن السلطات كانت في كل مرة تقمع تلك الحملات المناهضة للقوانين المتشددة في البلاد، وتعتقل عشرات النساء والناشطات لسنوات. لكن حملة الغضب الأخيرة هذه تأتي بعدما وقع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في 16 أغسطس الماضي مرسوماً يفرض التشدد في لباس النساء، وينص على فرض عقوبات أقسى على كل من يخرق القانون، سواء علناً في الشوارع أو عبر الإنترنت.