•• يغرق البعض في أفكار ومشاعر سلبية تسبب لهم أزمات نفسية تُوصِلَه إلى إحباط يشغله عن مواجهة التحديات وإن كانت طفيفة.. ضغوط نفسية يضخِّمها صاحبها فيصوِّر مشكلته كأنها «كارثة» نزلت عليه.. تلك حالة شعورية تعطي معتنقها انطباعاً أن مشكلته أكبر من قدرته على التحمل.. ذلك الانهزام النفسي يشعره بحالة من العجز والانهيار فتتعاظم معاناته.. إنه ذلك المرض المسمى حديثاً «الهشاشة النفسية». •• إذن؛ ما هي «الهشاشة النفسية»؟ وما مظاهرها؟ وأسبابها؟ وعلاجها؟.. إنها إحدى أشكال الاضطراب النفسي لا يستطيع المصاب به القدرة على التكيف مع محيطه.. وأسبابها ارتفاع القلق النفسي فينسحب صاحبه من بيئته ومجتمعه.. تلك الشخصية بنفسيته الهشة تحتاج لبناء نفسي من جديد، بمنحه قدرة على التكيف مع ضغوط الحياة وصدماتها، وترك مساحة لنفسه لمعالجة مشاعرها، واللجوء إلى علاقات اجتماعية أكثر قوة. •• لذلك فإن معرفة نفسية «جيل التقنية» سوف يحد من السلوكيات الخاطئة والمسيئة مستقبلاً.. وبسبب الجهل الرقمي للآباء والفجوة بين أبنائهم؛ فإن هؤلاء الآباء لا يعرفون ما يفعله أطفالهم على المواقع الإلكترونية.. وثمة أسباب لأخطار الهواتف الذكية على جيل «السوشيال ميديا»، خصوصاً الأطفال، إذ أحدثت لهم أمراضاً نفسية؛ مثل: التنمر والتحرش والابتزاز الإلكتروني، وإدمان الألعاب الإلكترونية، ومشاهدة المقاطع غير المناسبة لسنهم. •• هؤلاء الأطفال إن لم نتنبه لهم حالياً سيعانون قادماً من «الهشاشة النفسية».. فالابن بحاجة لبناء شخصيته وإدراكه لذاته وبيئته، وإخراجه من الصلابة النفسية، والابتعاد عن الاحتراق النفسي بحمل الأفكار الإيجابية.. إن لم نفعل سيعطي الطفل حيزاً لأفكاره السلبية وتوتراتها وقلقها.. وكما قال أديب العلماء علي الطنطاوي: «إن الحياة النفسية كدفتر التاجر ليست العبرة بضخامة أرقامه ولكن بالباقي بعد الجمع والطرح».