سعدت وأسرتي الصغيرة بزيارة ما أسميته بعد الزيارة ب (قاسيون جازان)، وهنا أقصد (مطل العارضة) الذي وبكل أمانة - آآآخ من هذه الكلمة - فتنني كثيراً، خاصة وأن زيارتي له جاءت مع اقتراب لحظات المغرب، ما جعلني أعيش فيه أوقاتاً من النهار ومن الليل كانت تحت زخات المطر التي كانت تنسكب علينا بلطف كاد أن يجعلنا نطير من أماكننا فرحاً بها وبما أضافته للمكان من جمال آسر. وحتى أكون إيجابياً على الأقل تضامناً مع المطر فلن أعرج كثيراً على العيوب، التي أعلم أن أحداً لن يعبأ بها من المسؤولين، وأن ذكرها لن يغير شيئاً، لذلك سأستمر في التغزّل بالمكان وبالطريق المؤدي إليه والذي كان غاية في الانسيابية والأمان، أما المكان والإطلالة التي يطلها فقد ذكرني كثيراً بجبل قاسيون الذي يطل على دمشق الجميلة، مع فوارق الجو والحياة المصنوعة ليكون مقصداً سياحياً. المكان إجمالاً عبارة عن مطل جبلي يطل على محافظة العارضة به مجمع رياضي يحتوي على ملعبين تقريباً لكرة القدم ومسجد ودورة مياه وقليل من ألعاب الأطفال العتيقة والخالية تماماً من أي احتياطات وقائية حيث سقوط طفلك من أي لعبة يعني أن يشج رأسه فقط، نسيت ! طبعاً يوجد في المكان شجر يشبه النخل - لا أعرف اسمه - المهم أنه يشبه النخل، ما يعني أنه شجر لا يمكن الاستفادة لا من ظله ولا من ثمره إطلاقاً. وهذه المكونات هي تقريباً عبارة عن خلطة رسمية يمكن أن تجدها في كل منتزه أو حديقة عامة ولا جديد في الأمر، حيث التنظيم خال من أي اعتبار لراحة الزائر فهو لا يدري إن كان عليه أن يجلس مستمتعاً بالمكان وإطلالته أم يتابع أطفاله خشية سقوطهم من أي لعبة. عوداً على بدء، حيث مطل العارضة أو (قاسيون جازان)، ولن أطيل الحديث ولكن وللأمانة لدينا مكان رائع جداً فقط يحتاج لقليل من الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التي تنتشله من البلادة كي يكون موقعاً ممتعاً وآمناً لكل زائر له. عفواً سؤال سريع: هل أنت مثلي مستعد أن تدفع (ريالاً) وتدخل حماماً نظيفاً كما في باقي بلاد الله الواسعة أم تجد حماماً مجانياً وتضطر - مما طاله من إهمال - أن تقضي حاجتك خلفه حفاظاً على جيوبك الأنفية ؟! •• ألم أقل لكم، كل ما في الأمر قليل من الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة.