حالة من التخبط تعيشها جماعة الإخوان الإرهابية وعناصرها الهاربين بالخارج خصوصاً بعد فشلها بالعودة إلى المشهد السياسي المصري مجدداً، وحالة الصراع الدائر الداخلي بين جبهة تركيا بقيادة الإخواني محمود حسين، وجبهة لندن بقيادة القائم بأعمال المرشد الإخواني إبراهيم منير، أطلقت جبهة الأخير عدة تصريحات تغازل السلطات المصرية وتطالب بمشاركتها في الحوار الوطني. وسخرت أنصار الجماعة من تصريحات جبهة لندن التي تحض على تجنب العمل السياسي والعودة للمسار الدعوي، فإن عددا آخر خرج ليؤيد هذا الاتجاه معلنين ومعترفين بندم المؤسس الأول للإخوان لدخوله معترك السياسة وعلى رأس هؤلاء كان الإخواني عصام تليمة. وهاجم «تليمة» في فيديو نشره على صفحته أعضاء الجماعة الذين رفضوا تصريحات منير المتعلقة بالابتعاد عن العمل السياسي، قائلاً: «قادة جماعة لا يقرؤون تاريخها للأسف»، مؤكدا أن حسن البنا ندم على دخول جماعة الإخوان في العمل السياسي وخطط لفصله عن العمل الدعوي. وأدلى الإخواني الهارب حلمي الجزار عضو الهيئة الإدارية البديلة عن مكتب الإرشاد التي شكلتها جبهة لندن، بتصريحات على هامش مؤتمر نظمه الهارب أيمن نور سمي ب«الحوار الشعبي» للضغط على مصر من أجل مشاركة الجماعة في الحوار الوطني الحالي غازل فيه «الجزار» القاهرة في محاولة لوضع قدم للجماعة الإرهابية ضمن جدول الحوار الوطني، واصفاً القوات المسلحة المصرية بأنها شرف وعزة لأي وطن، معلناً رفضه للعنف، مؤكدا أنه ليس له مكان لأن الخاسر فيه الوطن والمواطن. من جانبه، قال القيادي الإخواني المنشق سامع عيد ل«عكاظ»: «تصريحات قيادات الإخوان الهاربة على رأسها عصام تليمة تؤكد حالة الصراع والانقسامات بين القيادات الجماعة، بعد مرور 9 سنوات على إزاحتهم من الحكم في مصر، مؤكداً أن تصريحات تليمة المدير السابق لمكتب القرضاوي دليل على الحرب الداخلية بين جبهتي محمود حسين في تركيا وإبراهيم منير في لندن وهو ما يشير إلى أن جماعة الإخوان ماتت ودفنت بلا جنازة مع الانقسام الأخير، وهي شهادة من عقر دار الجماعة الإرهابية». وأضاف: «تليمة هاجم قبل ذلك منير واتهمه بالفساد الأخلاقي والمالي والمخادع والكاذب، ووصل الأمر أنه قال لو عاد حسن البنا مرة أخرى لن أبايعه، كما فضح قيادات الإخوان جميعاً قائلاً: لهم لو عدتم عدنا، وذكر بأن الصراع بين الجبهتين على المال والسلطة والنفوذ وهي تصريحات تؤكد القشة التي قصمت ظهر البعير، لافتاً إلى أن وجود جبهتين هو من دفع إلى خروج كيان ثالث يطالب شباب الجماعة باتخاذ طريق ثالث بعيداً عمن وصفهم ب«الفاسدين والخائنين»، وبالتالي انحسار الإخوان في العالم كله». وعن تأثير الصراع على القواعد الشعبية وصفوف الجماعة، أوضح «عيد» أن الصراع أحدث حالة من الارتباك في صفوف القواعد التنظيمية، وهو ما أدى إلى حالة الارتباك دفعت العديد من الصف الثاني وحتى الرابع إلى التفكير في ترك الجماعة.