إثر اندلاع نازلة فايروس كرونا الجديد، المسبِّب لمرض كوفيد-19، أعلنت 50 ولاية أمريكية، ومنطقة كولومبيا، والأراضي التابعة للولايات المتحدة حالة الطوارئ الصحية في مارس 2020. واليوم لم تعد هناك طوارئ سوى في أقل من 10 ولايات أمريكية؛ على رغم ظهور سلالة أوميكرون، ومن بعدها السلالة التي تفرعت منها وهي BA.5 التي تروع أمريكا حالياً، بارتفاع نسبة نتائج الفحوص الإيجابية، وتزايد حالات التنويم في المستشفيات، خصوصاً وحدات العناية المكثفة. ونبع ذلك من شعور مسؤولي تلك الولايات بأن التعايش مع الفايروس بات حتمياً، ولم يعد ثمة مبرر لاستخدام أحكام الطوارئ الصحية في مثل هذا الوضع. وكأن هؤلاء يقولون إنه لم يعد هناك وباء عالمي. فهل تلك هي الحقيقة؟ يعتقد المعلقون، بحسب صحيفتي «نيويورك تايمز» و«وواشنطن بوست» (السبت)، أن إصابة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن بالفايروس الخميس الماضي تمثل تأكيداً لا يمكن دحضه لحقيقة أن الوباء لا يزال يهدد الإنسانية في كل مكان. فهذا هو الصيف الثالث على التوالي الذي يمر بالولاياتالمتحدة وهي تكتوي بالإصابات والتنويم والوفيات من جراء الإصابات بالفايروس. والواقع أن مسؤولي مكافحة الوباء العالمي في إدارة بايدن ظلوا يحذرون الأمريكيين منذ أشهر من أن عليهم أن يقوموا بجهد أكبر لحماية أنفسهم، بعدما فاق عدد وفيات كوفيد مليوناً في الولاياتالمتحدة. ويرى الخبراء أن إصابة بايدن جاءت نتيجة طبيعية لتحلله شخصياً من القيود الاحترازية. فهو تخلى عن ارتداء الكمامة. وما عاد يتردد في مصافحة ضيوفه، وتقبيل بعضهم. والواقع أن إصابة بايدن نهاية الأسبوع المنصرم كانت «تحصيل حاصل» كما يقال. فقد أصيب معظم من هم حوله في الجناح الغربي من البيت الأبيض، بدءاً من نائبة الرئيس كمالا هاريس، وزوجها دوغلاس إيمهوف، والمتحدثة الصحفية باسم البيت الأبيض كارين جان بيار، وسلفها جان ساكي، والنائب العام للولايات المتحدة. فعلى رغم الجهود الكبيرة التي بذلها بايدن شخصياً لحض الأمريكيين على الإقبال على التطعيم ضد كوفيد-19، فإن عدد الأمريكيين الذين يعتبرون محصّنين بالكامل لا يتجاوز ثلثي عدد سكان البلاد. وفي الأثناء واصل الفايروس تحوره بشكل جعله قادراً على اختراق الحصانة التي توفرها اللقاحات. ولعل إصابة بايدن خير مثال لذلك. فقد أصيب الرئيس الأمريكي على رغم أنه حاصل على جرعتي اللقاح، إضافة الى جرعتين تعزيزيتين. وأعلنت الولاياتالمتحدة أنها سجلت الخميس 128500 إصابة جديدة، و347 وفاة إضافية، فيما قفز عدد حالات التنويم خلال الأسبوعين الماضيين بنسبة 17%. ويبلغ عدد الأمريكيين المنومين بالفايروس في مشافي البلاد حالياً 41800 شخص. وطبقاً لقاعدة بيانات كوفيد الخاصة ب «نيويورك تايمز» (السبت)؛ فإن عدد الإصابات الجديدة في أمريكا الجمعة بلغ 127569 إصابة، رافقتها 444 وفاة إضافية، تمثل زيادة قدرها 38% عن عدد الوفيات قبل 14 يوماً؛ فيما ارتفع عدد المنومين بالفايروس إلى 42710 أشخاص. ومما يثير القلق أيضاً أن عدد الإصابات الجديدة في دول العالم ارتفع الجمعة إلى مليون إصابة في يوم واحد! بزيادة 21% عما كان عليه قبل أسبوعين. كما أن عدد وفيات كوفيد في العالم السبت بلغ 2226 وفاة، تمثل ارتفاعاً نسبته 38% عما كان عليه قبل 14 يوماً. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، ارتفع العدد التراكمي لإصابات بنغلاديش (السبت) إلى مليوني إصابة منذ اندلاع نازلة كورونا. كما ارتفع العدد التراكمي لإصابات غواتيمالا أمس إلى مليون إصابة. ومن المفارقات أن بوليفيا تقف وراءها مباشرة ب 997615 إصابة. وكان مؤفاً أن بوليفيا استيقظت فجر الأحد على النبأ الفاجع ببلوغها مليون إصابة. وانضمت الى قائمة البؤس الوبائي (الأحد) كل من الدنمارك ورومانيا، اللتين ارتقتا الى 3 ملايين إصابة منذ اندلاع النازلة. كما أن روسيا البيضاء (بيلاروسيا) باتت أيضاً تتهيأ للالتحاق بنادي دول المليون إصابة، إذ بلغ عدد إصاباتها (الأحد) 994037 حالة منذ اندلاع النازلة. ويرى الخبراء أن القارة العجوز (أوروبا) هي الآن في أتون موجة فايروسية شرسة خلال هذه الأيام. ومع ذلك فإن اللافتات والملصقات التحذيرية، الداعية إلى مراعاة التباعد الجسدي، وارتداء قناع الوجه، تبدو وقد أصابها البِلى، وغدت باهتة متآكلة. صحيح أن تلك اللافتات تذكير بأيام سطوة كوفيد، ووفياته المخيفة. لكنها لا تلغي الحقيقة المتمثلة في أن كوفيد نفسه لا يزال موجوداً، بل قادراً على إلحاق الضرر، وإن تضاءلت قدرته على شغل أسرّة المشافي، وتعبئة محلات الحانوتيين بالنعوش. وربما لذلك قال كبير مستشاري الإدارة الأمريكية في شؤون مكافحة الأمراض المُعدية الدكتور أنتوني فوتشي لصحيفة بارونز الأمريكية أمس الأول إنه لا يمكن استئصال شأفة كوفيد-19، وحتى من حصلوا على اللقاحات المضادة للفايروس سيظلون عُرضة للإصابة، مرة ثانية وثالثة. وقال فوتشي إنه لا يعرف إلى مدى كبيرة هي مخاطر الإصابة الثانية أو الثالثة بالنسبة إلى المحصّنين. وأضاف أنه يعرف أشخاصاً أصيبوا للمرة الأولى ولم يكن مرضهم خطيراً. لم يتم تنويمهم. لكن الإصابة كانت شديدة بحيث أنها حبستهم في منازلهم أياماً قد تصل إلى أسبوع. كما أنه يعرف أناساً أصيبوا للمرة الثانية، وجاءت إصاباتهم بمرض طفيف جداً. وزاد أنه عرف أشخاصاً كانت إصابتهم الأولى خفيفة جداً. لكنهم حين أصيبوا بالفايروس للمرة الثانية جاءت أعراضهم قوية جداً. وفي الاتجاه نفسه؛ قال منسق مكافحة كوفيد-19 في البيت الأبيض الدكتور أشيش جها إنه يجدر بمن لم يحصلوا على اللقاحات المضادة لكوفيد حتى الآن أن يسارعوا للحصول عليها، «لأن هذا الفايروس باقٍ معنا إلى الأبد». وكانت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها أعلنت الأسبوع الماضي أن سلالة BA.5 الفرعية غدت تتسبب في أكثر من 80% من الإصابات الجديدة في الولاياتالمتحدة. ويجمع العلماء والخبراء الصحيون على أن التطور الأحيائي السريع في سلالات الفايروس يمثل تحدياً خطيراً للمسؤولين الصحيين في دول العالم، الذين يودون معلومات مؤكدة عن مسار الفايروس ليضعوا خططاً طويلة الأجل لمواجهته. *********** كادر *********** جدري القرود... «طوارئ» جديدة في أمريكا؟ بعدما أعلنت الولاياتالمتحدة أمس الأول أول إصابتين لطفلين بفايروس جدري القرود؛ قال مسؤول في البيت الأبيض (الجمعة) إن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس إعلان اندلاع الإصابات بجدري القرود في أمريكا باعتباره «حال طوارئ صحية عامة». وأضاف أن عدد الإصابات في أمريكا بهذا الفايروس ارتفع إلى أكثر من 2800 إصابة. وفي وقت متزامن؛ أعلنت منظمة الصحة العالمية في جينف أنها تدرس احتمال إعلان حالة طوارئ صحية تتعلق بتفشي جدري القرود، بعدما تعدى عدد الإصابات حول العالم 16 ألفاً. وتقول السلطات الأمريكية إن نحو 99% من المصابين بجدري القرود في أمريكا مثليون، متوسط عمر الفرد منهم 36 عاماً. ويمثل الإعلان عن إصابة طفلين بالفايروس أن هذا المرض وجد طريقه لإصابة فئات أخرى من أفراد المجتمع الذين ليست لهم صلة بالمثلية. وقال مسؤولون صحيون أمريكيون إنهم يدرسون إمكان استخدام دواء تبوكس المضاد للفايروسات، الذي أنتجته شركة سيغا تكنولوجيز، لعلاج الأطفال المصابين بجدري القرود. وتقول الولاياتالمتحدة إن مخزونها الاستراتيجي من الأدوية يشمل 1.7 مليون جرعة من هذا العقار المضاد للفايروسات. ****************** سكرين/ شبك بلون فضلاً ****************** سجلت اليابان السبت أكبر عدد من الإصابات بفايروس كوفيد-19 في العالم. وقالت السلطات اليابانية إن عدد المصابين بلغ 196297 شخصاً خلال الساعات ال 24 الماضية. وسجلت اليابان أمس (الأحد) 192109 إصابات جديدة. ولذلك كان طبعياً أن يرتفع العدد التراكمي لإصابات اليابان منذ اندلاع نازلة كورونا إلى 11 مليوناً الأحد. وفيما بات الماراثون الوبائي متعادلاً بين البرازيلوفرنسا، اللتين ارتفع عدد إصاباتهما التراكمي إلى 33 مليوناً؛ تجاوز العدد التراكمي لإصابات ألمانيا 30 مليوناً، وبريطانيا 23 مليوناً، وإيطاليا 20 مليوناً، وكوريا الجنوبية 19 مليوناً، وأستراليا 9 ملايين إصابة. *********** مرصد «عكاظ» الصحي (مليون إصابة) • إصابات العالم: 574.79 • وفيات العالم: 6.40 • إصابات أمريكا: 92.17 • الهند: 43.89 • البرازيل: 33.58 • فرنسا: 33.48 • ألمانيا: 30.33 • بريطانيا: 23.21 • اليابان: 11.17 • بنغلاديش: 2.00 («عكاظ»/ ويرلدأوميتر/ نيويورك تايمز/ جونز هوبكنز- 23/7/2022)