بددت زيارة الوسيط الأمريكي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكستين إلى بيروت، اليوم (الثلاثاء)، المناخ السوداوي الذي سيطر على الأجواء بفعل التهديدات المتبادلة بين تل أبيب وحزب الله خلال الساعات الماضية، وسط تخوفات من وقوع حرب بين الجانبين. زيارة هوكستين التي حصلت على وجه السرعة بعد الاستفزازات الخطابية التي يمكن تصنيفها بالردعية بين لبنان وإسرائيل، أرست أجواء تميل إلى التفاوض، إذ وعد بالذهاب إلى إسرائيل لنقل الموقف اللبناني. وتبلغ هوكستين خلال يومه الماراثوني بالموقف اللبناني الموحد بعد لقائه الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا، إذ شدد عون على حقوق لبنان السيادية في المياه والثروات الطبيعية، وقدم له رداً على المقترح الأمريكي الذي قدمه للبنان قبل أشهر، على أن ينقل الموقف اللبناني لإسرائيل خلال الأيام القليلة القادمة. وتمنى عون على هوكستين العودة سريعاً إلى بيروت ومعه الجواب من الجانب الإسرائيلي. والتقى هوكستين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزيف عون، رغم تبلغه بالموقف الموحد في بعبدا، إلا أنه أراد سماع هذا الموقف بنفسه من الجميع. وكشفت مصادر مطلعة أن الرد اللبناني على الطرح المقدم من قبل هوكستين في فبراير الماضي تضمن ملاحظات على الطرح الذي لم يعطِ حقل قانا كاملا إلى لبنان، والطلب بأن يكون تحت السيطرة اللبنانية، وأن يبقى الخط 23 كما هو عليه، وشدد لبنان على المزيد من الحقوق والمساحات وفقا للقانون الدولي وقانون البحار. والخلاصة أنه يمكن القول إن هوكستين نجح في تبريد الأجواء في الوقت الراهن، رغم وجود حالة من القلق لدى الجانب الأمريكي عكستها جولة السفيرة الأمريكية دوروثي شيا المكوكية على عدد من الشخصيات اللبنانية، إثر التدخل المباشر لحزب الله بالملف وإعلان حسن نصرالله في الساعات الماضية وضع إمكاناته العسكرية في خدمة الجانب اللبناني المفاوض، وهو ما يخشى الجانب الأمريكي أن يؤدي إلى تدهور الأمور ونقل عملية التفاوض من مكان إلى آخر.