على الرغم من رفض قوى معارضة المشاركة، انطلقت جلسات الحوار الوطني المباشر بين أطراف الأزمة السودانية في الخرطوم، أمس (الأربعاء)، تلبية لدعوة الآلية الثلاثية المشتركة، بمشاركة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان. وشدد المبعوث الأممي للسودان فولكر بيرتس في كلمة له، على أن القرار في النهاية بيد السودانيين. وقال: نريد أن نحدث تغييراً حقيقياً من خلال الحوار، ودورنا هو تسهيل الحوار والقرار متروك للسودانيين. وأضاف: نسعى إلى رؤية نتائج الحوار خلال الأيام القادمة، بعد أن خضنا مشاورات كثيفة خلال الأسابيع الماضية لتسهيل الحوار. وحذر بيرتس من أن استمرار الوضع الحالي وزيادة الانتهاكات وعدم الاستقرار يمكن أن يؤدي إلى ما هو أخطر في التمهيد لعودة النظام السابق. واعتذرت قوى الحرية والتغيير «المجلس المركزي» بما فيها حزب الأمة القومي عن المشاركة بسبب ما قالت إنه إغراق العملية السياسية، وهو ما يتطلب تحديد الأطراف المشاركة والأجندة بشكل واضح. ورفض الحزب الشيوعي وتنسيقيات لجان المقاومة المشاركة في الحوار، بينما لم يصدر عن حزبي الاتحاد الديمقراطي الأصل والمؤتمر الشعبي أي تأكيد أو نفي لمشاركتهما. واللافت في أولى جلسات الحوار، هو ظهور حلفاء بارزين للرئيس المعزول عمر البشير، ما أعاد إلى الأذهان ما عرف بحوار «الوثبة» الذي أطلقه البشير في سنوات حكمه الأخيرة محاولا إقناع الأطراف السياسية ببقائه في الحكم. ومن حلفاء الرئيس المعزول الذين شاركوا في جلسة الحوار رئيس حزب الأمة-الإصلاح والتجديد، والوزير في النظام السابق الدكتور الصادق الهادي المهدي، وحاكم دارفور سابقاً التجاني السيسي، ورئيسة الحزب الليبرالي ميادة سوار الذهب، التي تولت منصباً رفيعاً في العهد السابق. وتداول ناشطون صور حلفاء البشير وهم يجلسون في المحادثات المباشرة معربين عن مخاوفهم من النتائج المرتقبة.