لم تكن فاجعة والد الطفل السوري حسين العاروك، الذي راح ضحية فلذة كبده جراء حريق منزلهم الكائن بحي الريان في مدينة عرعر، هي نهاية مأساته، بل كان على موعد على مفاجأة لم تكن في حسبانه، ضاعفت آلامه، وذلك حين رفض المستشفى الذي تلقى جثة ولده، تسليمه إياها بحجة وجود فاتورة مستحقة لم يتم دفعها حين ولادته. وكانت «عكاظ» قد انفردت بلقاء الأب المكلوم بعد فاجعة فقدان ابنه ذي الخمسة أعوام، إذ سرد لها تفاصيل الحادثة، وتمثلت مأساته الأخرى حين رفض برج الشمال الطبي في عرعر تسليمه جثمان ابنه، بعد أن تبيّن وجود فاتورة للولادة على الطفل بنحو 9800 ريال، إلا أن الأب لم يتمكن من توفير المبلغ وإخراج ابنه في اليوم نفسه. وتجاوبا مع ما نشرته «عكاظ»، فقد تفاعل المهندس منيع الخليوي مع قصة الطفل الفقيد ووالده، وأعلن تكفله بسداد مبلغ الفاتورة ليتمكن الأب من استلام جثة ابنه واحتضانه للمرة الأخيرة قبل وداعه، ويطبع قبلة ترسم حكاية لم تستمر سوى 5 أعوام حملت في طياتها كل براءة الطفولة وودعت الدنيا في ثرى مقبرة عرعر حيث دفنه والده فيها.