استيقظت جدة صباح يوم الجمعة الماضي وقد صدمت وصدم كل من فيها من الذين يعرفون قيمة الرجل الشهم الراحل عبدالرحمن النانيه الذي غادرنا. فوجئ أهالي جدةوالقصيم، وكل من كانوا يعرفون قدر هذا الرجل ومكانته كانوا يقدرونه، ويحترمون وزنه الاجتماعي، ويعرفون حقيقة تاريخ هذا الرجل أبو عبدالوهاب، إذ كان صديقاً للكل، وكان مرموقاً وحيوياً عند كثير من أعيان جدة من الأمراء وأصحاب المراكز التي تعرف قدر الرجال. لقد غادرنا أبو عبدالوهاب تاركاً رنّة أسى ترددت أصداؤها في جدة وفي القصيم. يعرف قدر هذا الرجل الكثيرون، كان كريماً بلا حدود، إنساناً بلا حدود، أنيقاً بلا حدود، وفي الفترة الأخيرة لم يسعفه المرض والموت، إذ كان طريح الفراش وهاتفه لا يهدأ. أمس - وأنا أول محبيه - فوجئت بالخبر وأنا أدرك أن الموت حق، ولكن عبدالرحمن الرجل الذي يعرفه الكثيرون من خلال مواقفه ومن خلال شهرته كشاعر وكرجل من خيرة الرجال لا أستطيع أن أوفي هذا الرجل حقه، ولكن لا يسعني إلا أن أقول إنا لله وإنا إليه راجعون، وأقدم العزاء لأهله وذويه وأوصي أولاده سعد وعبدالوهاب وعبدالله بالتكاتف، وأن يكونوا - وأحسبهم كذلك - خير خلف لخير سلف، وأن نجد فيهم من الوفاء كوالدهم ما يجعلنا نحمد الله على أن النانيه قد غاب، ولكنه لم يتركنا دون أثر كريم، يتمثل ذلك في عبدالوهاب وسعد وعبدالله وإخوتهم. رحم الله عبدالرحمن النانيه، وطيب الله ثراه، وأحسن مثواه عند ربه، ونسأل الله لأولاده ولعائلته دوام التوفيق والعافية، وأن يلهمهم الصبر والسلوان.