تعد حادثة الفيل التي حاول فيها أبرهة الحبشي هدم الكعبة المشرفة في العام الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم من الحوادث المهمة التي شهدتها مكةالمكرمة. ووفقاً لمدير مركز تاريخ مكةالمكرمة التابع لدارة الملك عبدالعزيز أستاذ تاريخ الحضارات الإسلامية بجامعة أم القرى الدكتور فواز علي الدهاس، فإن الموقع الذي شهد تجمعاً لجيش أبرهة يقع ما بين جبل سعد الذي يفصل بين مشعر عرفات وبين منطقة المغمس، أو ما يعرف حاليا بحي الراشدية، شمالي مكةالمكرمة، مشيرا إلى أن أبرهة عسكر في هذا الموقع مع جيشه ومعه الفيلة؛ نظرا لكثرة أشجار الموقع لكي يتخفى عن أنظار الناس. وأضاف الدهاس ل«عكاظ» أن أبرهة وجد عددا كبيرا من الإبل ترعى في المكان فقام بأخذها واحتجازها وطلب استدعاء كبار قبيلة قريش وسكان مكة آنذاك، وبعد فترة قدم إليه عبدالمطلب بن هاشم بعد أن أحضره الحرس، وكان رجلا طويلا وذا هيبة في هيئته، ولم يكن أبرهة يعرفه، فقام من مكانه بدون شعور؛ نظرا لهيئة الرجل الذي دخل عليه، فقال له الحرس إن هذا الرجل هو صاحب الإبل، فقال له أبرهة أنا قادم لهدم الكعبة فأنذر قومك، فقال له عبدالمطلب ما جئت لهذا إنما جئت أبحث عن إبلي، أنا رب إبلي وللبيت رب يحميه، مشيرا إلى أن كلام عبدالمطلب فيه إرهاصات لنبوة محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام. وبين الدهاس أن أبرهة ومعاونيه اعتقدوا أن الطريق سالك لتنفيذ ما قدموا من أجله بعد أن سمعوا كلام عبدالمطلب الذي أطلق سراحه بعد ذلك، مشيرا إلى أن عبدالمطلب ذهب إلى قومه من قريش وأخبرهم وطلب منهم الصعود إلى جبال مكة والابتعاد عن جيش أبرهة. ولفت إلى أن أبرهة ذهب بجيشه إلى وادي محسر الذي يفصل بين مشعر منى ومزدلفة، وإذا أرادوا توجيه الفيل إلى جهة مكة والبيت العتيق وقف مكانه، وإذا أداروه إلى الخلف تحرك مهرولا، حتى أرسل الله عليهم الطير الأبابيل التي رمتهم بحجارة تدخل أفواههم حتى هلكوا جميعا. وأوضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قدم في السنة السادسة للهجرة النبوية الشريفة لفتح مكة في منطقة الحديبية بركت ناقته القصواء ولم تتحرك، فقال له أصحابه لقد حَرَنَت الناقة يا رسول الله، فرد عليهم والله ما حَرَنَت ولكن حبسها حابس الفيل.