عاشت مدينة صفوى التابعة لمحافظة القطيف مساء الخميس الماضي حالة عصيبة، بعد أن أحرق مواطن أسرته داخل منزلهم تحت تأثير المخدر (الشبو)، وراح ضحية ذلك 4 من أفراد أسرته (الأب والأم واثنان من إخوته). أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف تفاعل مباشرة مع الحادثة، ووجه، بمتابعة من نائبه الأمير أحمد بن فهد بن سلمان، بتقديم كافة سبل الرعاية لأفراد أسرة المتوفين في حادثة الحريق، كما وجه الجهات الأمنية برفع نتائج التحقيقات حول الحادثة بعد استكمال الإجراءات اللازمة. شرطة المنطقة أعلنت في بيان لها أنها ألقت القبض على مواطن نفذ حادثة جنائية بسكب مادة البنزين وإضرام النار داخل منزلهم ما نتج عنه وفاة 4 أشخاص من أسرته في مدينة صفوى بمحافظة القطيف، وتبين من إجراءات الاستدلال أنه تحت تأثير تعاطي مادة الميثامفيتامين المخدر (الشبو)، وجرى إيقافه واتخاذ الإجراءات النظامية بحقه وإحالته إلى النيابة العامة. الإجراءات النظامية التي يتم اتخاذها في مثل هذه الحالة والحكم المتوقع: أوضح المحامي والمستشار القانوني هشام الفرج أنه بعد إنهاء إجراءات الاستدلال عن طريق رجال الضبط الجنائي والشرطة، تتم إحالة المتهم وكامل القضية للنيابة العامة للتحقيق فيها وإعداد صحيفة اتهام تتم مراجعتها واعتمادها من قبل لجنة متخصصة في النيابة العامة، وتتم إحالة لائحة الاتهام وكامل ملف المتهم بعدها للمحكمة الجزائية، التي ستنظر القضية ابتداء في دائرة ثلاثية (مشتركة من ثلاثة قضاة)، يقومون بسماع الدعوى، وبعدها يمكنون المتهم من الإجابة والدفاع عن نفسه أصالة أو بواسطة محام، ويتم استعراض الأدلة ومناقشة ممثل النيابة العامة والمتهم في هذه الأدلة، وبعدها يصدر حكم الدائرة الجزائية الثلاثية المشتركة. ولفداحة الجرم وعظمه خصوصا وأن الجاني تعاطى المخدرات وجهز المادة المشتعلة وأقفل جميع النوافذ على أسرته المغدورة، وقام بقتل أقرب الناس إليه. وأضاف الفرج أنه من المتوقع أن يتم الحكم بإقامة حد الغيلة عليه، أي أن يحكم عليه بالقتل لما قام به من قتل على سبيل المخادعة لمن استأمنوه، وأوضح الفرج أنه بعد ثبوت الجريمة في حقه وإصدار حكم القتل قباله في محكمة الدرجة الأولى يتم تمكين المتهم أو محاميه من تقديم اعتراض على الحكم خلال ثلاثين يوما من صدور الحكم، ويتم بعدها نظر الدعوى من دائرة خماسية (مكونة من خمسة قضاة) في محكمة الاستئناف، فإذا حكم أصحاب الفضيلة بثبوت إدانته وقتله، يتم تمكينه ومحاميه من تقديم مذكرة نقض على حكم الاستئناف خلال ثلاثين يوما من صدور الحكم، وبعدها يتم النظر فيها أمام المحكمة العليا، وتنظر الأخيرة الموضوع في دائرة خماسية (مكونة من خمسة قضاة) لتؤيد الحكم أو تنقضه. وأشار الفرج إلى أنه في حال تأييد المحكمة العليا للحكم بقتل الجاني فيتم رفع كامل ملف القضية للمقام السامي للأمر بتنفيذه، وهذه ضمانة إضافية للمتهمين ليتمتعوا بإجراءات محاكمة عادلة وصحيحة. وبين الفرج أنه في قضايا القتل عامة لضمان صحة الحكم وتوافقه مع الإجراءات الشرعية والنظامية يمكن المتهم من الاستعانة بمحام على نفقته إذا كان مقتدرا أو على نفقة الدولة إذا لم يكن مقتدرا، وسواء اعترض المحكوم ضده أم لا على الحكم، لا يكتفى بحكم الثلاثة قضاة في الدرجة الابتدائية، ويتم وجوبا رفع المعاملة للاستئناف وبعدها المحكمة العليا للنظر في الدعوى، ويكون مجموع عدد القضاة الذين تعرض عليهم الدعوى 13 قاضيا، ومن بعدها توضع بين يدي المقام السامي الكريم للأمر بتنفيذ الحكم. ماذا تعرف عن مخدر الشبو؟ يُعرف مخدر الشبو ب«كريستال ميث»، وهي مادة مصنعة، مصنفة ضمن المخدرات شديدة الخطورة، وهي منشطة تتسبب في تنبيه وإثارة الجهاز العصبي المركزي، ويسبب الشبو الأرق والاضطراب في الوظائف البيولوجية، مما يؤدي إلى سلوكيات خطرة مثل التهور، والجرأة المبالغ فيها، وأكثر الفئات عرضة لهذا المخدر هم فئة الشباب الذين لم يكتمل لديهم الجهاز العصبي المركزي، لأنهم لم يصلوا إلى مرحلة النضج، إذ إن الجهاز العصبي يكتمل عادة في سن ال24 عاما.