وزير الحرس الوطني يستقبل سفير الصين لدى المملكة    بحضور وزير الطاقة.. توقيع مذكرة تفاهم بين وكالة الطاقة الذرية وجمعية المرأة والطاقة السعودية    دبلوماسي أجنبي: نتنياهو أفشل صفقة الأسرى    الدوسري: جاهز للمواجهة    ولي العهد يستعرض العلاقات والتعاون المشترك مع رئيس وزراء مصر    المفلح يستعرض تجربة الترفيه بنقل الطائرات في "أحدية غرفة الخرج "    بمشاركة سعودية وعربية اختتام دورة العاب البدو العالمية 5 في استانا    أمير القصيم يثمن تبرع الزويد بأربعة أوقاف تعليمية بقيمة 20 مليون ريال    القصبي: سنوقع اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات السعودية في مصر.. قريباً    موسى ديابي يحصد الاشادة في الإتحاد    وزير الرياضة يُعلن تسمية الجولة الرابعة بروشن ويلو والدرجة الثانية" ب "نحلم و نحقق"    القيادة تهنئ حاكم عام دولة بابوا غينيا الجديدة المستقلة بذكرى استقلال بلاده    "كي بي إم جي" تعيِّن 300 خريج جديد من خلال برنامجها "هامات"    مواجهات قوية تزين رابع جولات دوري يلو    "فلكية جدة": مساء غد يُرصد ثاني بدر عملاق للعام 2024    ضبط ممارس صحي غير سعودي تجاوز حدود اختصاصه بالعمل على زراعة الأسنان بتبوك ‬⁩    البديوي يؤكد ضرورة توحيد جهود دول المجلس لمكافحة ظاهرة تهريب وتعاطي المخدرات    أمير القصيم يستقبل مستشار العلاقات العامة بالسفارة الأمريكية    انخفاض الدولار وارتفاع الين إلى أعلى مستوياته في أكثر من عام    عبد العزيز بن سعود يتابع سير العمل في مركز الدعم الفني لحرس الحدود بمدينة الرياض    «الموارد البشرية» تنظم النسخة الثانية من المؤتمر الدولي لسوق العمل يناير القادم    استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية    أمين القصيم يستقبل القنصل العام لجمهورية مصر العربية بالرياض    إحالة 44 منشأة إلى النيابة العامة لتنظيمها مسابقات وتخفيضات دون الحصول على ترخيص    مؤتمر مستجدات أمراض السكر لبحث العلاجات الجديدة للسكري وطرق العلاج    معرض مرايا الوجود واقعية وسريالية خالد الصوينع    السفير الحربي: عناية المملكة بكتاب الله تتسق مع رسالتها السامية في خدمة الإسلام    "إعمار اليمن" يدشّن مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظة عدن    وزير الخارجية الكويتي نسعى لطرح «الشنغن» بالقمة الخليجية الأوروبية    مصر والسعودية.. قلب الأمة النابض    الأرصاد: سحب رعدية ممطرة مسبوقة برياح نشطة تحد من مدى الرؤية في المدينة ونجران    زلزال بقوة 6.5 درجات يقع قبالة كولومبيا البريطانية في كندا    بمناسبة اليوم الوطني.. أول إجازة مدرسية الأسبوع القادم    التضخم يرتفع.. والإيجارات السكنية تقفز 10.8 % في عام    فشل في تحقيق أمانيها.. فأحرقت الضريح !    المزاريع.. قبيلة عمانية استوطنت ممباسا وحكمتها    هل سقطت مبادئ الحياد الإعلامي ؟ في لقاء سويدان مع «بودي مارلي»    إجراءات وتدابير وتشريعات تعزز جهود السعودية لمكافحة الاتجار بالأشخاص    قتل زوجته وتخلص منها بطحنها في خلاط كهربائي    الوقود الصحي لأدائك الرياضي.. ما تأكله قبل وبعد التمرين    محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية تختتم مشاركتها الناجحة في معرض كتارا الدولي للصيد والصقور 2024    استمرار المساعدات الإنسانية للشعوب الشقيقة    ثنائيات الحقيقة والوهم    صالحة التي حطّمت قيود الألوان    المنتدى السعودي للإعلام يشارك في معرض هولندا    صفية بن زقر في ذمة الله !    خادم الحرمين يأمر بترقية 32 عضواً بالنيابة العامة    وتين    أصحوة «من جديد»؟!    وقف إطلاق النار في غزة يحظى بإجماع دولي    نائب أمير مكة المكرمة يشهد إطلاق وحدة المتابعة التنموية    المشي روشتة لآلام أسفل الظهر    «عين الثور» في الزهور خارطة طريق للنحل    وتين ..وقفة مع الأهل والمدرسة والتعليم    الصيادون والرعاة يتسابقون على الدب الهملائي    سفراء الكويت والأردن وليبيا: دور عالمي للمملكة في خدمة الإسلام ونشر قيم التسامح    من أعلام جازان.. الشيخ القاضي علي بن شيبان حسن العامري    رئيس المجلس الإسلامي في إثيوبيا: السعودية رائدة في خدمة الإسلام والمسلمين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بقايا من عادات «الغفوة»
نشر في عكاظ يوم 15 - 04 - 2022

ss فترة الغفوة التي عاشها المجتمع على مدى أربعين عاماً كانت فترة شديدة القسوة. فقد جرد المجتمع من حقه في العيش حياة طبيعية. في هذه الفترة اعتبر العقل حراماً، والفرحة إثماً والطيبات معصيةً والسعي في الدنيا والبناء خطيئةً والسفر ذنباً. هذه المفاهيم والثقافة التي سادت لمدة أربعة عقود ما زالت مخلفاتها الخطرة باقية وظاهرة في سلوك البعض. إن فترة الغفوة أو ما كان يطلق عليه مسمى (الصحوة) كانت صراعاً وحرباً شعواء شنتها الغفوة على الذاكرة وعلى الهوية والوعي. فشوهت الذاكرة التاريخية وحذفت وبدّلت في كتب التراث واستبعدت كل ما هو مخالف لمنظورها وأدبياتها ومفاهيمها. لقد سعت إلى تغييب الوعي. لهذا فأثرها ما زال يعاني منه المجتمع الذي تشرّب بمفاهيم وثقافة أهل الغفوة.
لذا نجد بقايا من عادات الغفلة تظهر في مناظر ومشاهد شتى بحياتنا اليومية. بعضاً من هذه العادات قد تظهر أنها بسيطة، لكن في واقعها تدل على سلوك غير سليم. مثال لذلك بعض سائقي السيارات إذا أرادوا دخول المسجد للصلاة فلا بأس لديه أن يخالف الأنظمة والتعليمات المرورية؛ ظناً منه أن صلاته تجيز له ارتكاب أي خطأ، حتى لو تسبب في حادث مروري أو عطّل السير أو ألحق الأذى بالمارة أو خالف تعليمات وأنظمة المرور.
الشكل على حساب المضمون، فمن الملاحظ أن البعض ما زال يهتم بالشكليات التي أشبعت وأغرقت الغفوة المجتمع بها حتى أفرغت الأعمال من مضامينها، وكانت على حساب الأخلاق والقيم. لقد أصبح الفساد ظاهرة في عهد الغفوة والاعتداء على الأراضي والمال العام مظهراً من مظاهر فترة الصحوة. حتى الجن أشركتهم في جرائمها، فقد سمعنا عن قاضٍ يحكم بشهادة جن وعن آخر يبرر فساده بسبب الجن وغير ذلك من أمور لا يقبلها عقل سليم.
إن ضياع الأخلاق والقيم التي تفشّت في المجتمع نتيجة لتغليب الشكل على المضمون. وتؤكد الإحصائيات الموثقة ارتفاع نسب الجريمة والتنمر والتحرش وغيرها من جرائم لا يتسع المقال لسردها كانت مصاحبة لفترة الغفوة التي اهتمت بالشكل على حساب المضمون. الأشكال والصور التي ما زالت تشاهد في مواقع التواصل في حقيقتها من مخلفات أهل الغفوة. لتيار الغفوة تأثير كبير على جميع الأصعدة في المجتمع السعودي هو المتأثر الأكبر من هذا التيار الفكري، إذ أدى إلى انقسامات فكرية لكل ما يهم ويخص المجتمع من قضايا اجتماعية وثقافية وغيرها، وأثّر على سلوك الكثير من أفراد المجتمع تجاه الأديان الأخرى، والثقافات.
يظن البعض أن زمن هذا التيار قد ذهب إلى غير رجعة، ولعل ذلك صحيح على مستوى القرار السياسي والإداري. لكن هذا التيار ما زال متجذراً راسخاً يظهر في سلوكيات البعض، وما زال يمارس من قبل بعض الآباء على أولادهم وأسرهم. ظناً منهم أنهم يحسنون عملاً.
إن العنف الذي نشره تيار الغفوة ومفاهيم كره الآخر وامتلاك الحقيقة يحتاج إلى برامج توعوية وثقافية وترفيهية. كما يحتاج إلى آليات تنفيذية لحماية الأطفال والمعنفين من هؤلاء الأشخاص الذين ما زالت آثار تيار الغفوة تتحكم فيهم وتعصف بهم وبطريقة حياتهم التي لا تقتصر على شخصهم، بل تتعدى وتتجاوز إلى غيرهم من الذين حولهم.
إن التوعية ضرورية ولها أثر كبير وفعال، لكن يجب أن يصحبها برامج تعليمية وأجهزة تنفيذية تسهر على تنفيذ وتطبيق القانون والنظام في مخلفات وعادات تيار الغفوة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.