أضحت سلالة BA.2، المتفرعة عن أوميكرون، سبباً حقيقياً لإثارة القلق في غالبية أرجاء المعمورة؛ إذ إن هذه السلالة الأسرع تفشياً من أوميكرون تسهم بدرجة كبيرة في الارتفاع الراهن في عدد الإصابات الجديدة، خصوصاً في الصين، وهونغ كونغ، وآسيا، وأوروبا. فقد أعلنت الصين السبت أول وفاة بكوفيد-19 في أراضيها منذ أكثر من سنة. وقالت سلطات هونغ كونغ الجمعة إن أكثر من مليون نسمة من سكانها أصيبوا بالفايروس منذ اندلاع نازلة كورونا في عام 2019. والمدهش المثير للقلق أن أكثر من 65% من عدد إصابات هونغ كونغ تم تسجيلها خلال الأسبوعين الماضيين فحسب. ووقع أكثر من 95% من وفيات هونغ كونغ بالفايروس خلال الأيام ال30 الماضية؛ طبقاً للأرقام الحكومية. وعلى رغم أن BA.1، أي أوميكرون، لا تزال السبب الرئيسي لغالبية الإصابات الجديدة في الولاياتالمتحدة؛ فإن BA.2 غدت تمثل 23% من تلك الحالات، بحسب أرقام المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها (الجمعة). وقالت سلطات الصحة في نيويورك (الجمعة) إن إصابات BA.2 غدت تمثل 30% من جملة الحالات الجديدة في كبرى مدن أمريكا. وعلى رغم أن اللقاحات المتاحة ضد فايروس كورونا الجديد لا تزال ناجعة ضد أوميكرون والسلالة المتفرعة منها؛ فإن 48% فقط من البالغين الأمريكيين المستحقين للقاح هم الذين تقدموا للحصول عليه. ويبلغ عددهم نحو 93 مليوناً. وفي بريطانيا، حيث سجلت المملكة المتحدة السبت 90349 حالة جديدة؛ أعلنت الحكومة البريطانية أنها قررت إتاحة جرعة تنشيطية من لقاحات كوفيد-19، اعتباراً من الأسبوع الحالي. وذكرت السلطات الصحية أن الجرعة الجديدة تستهدف البالغين من العمر 75 عاماً فأكثر، وأي شخص يعاني مشكلة في المناعة من سن 12 عاماً فما فوقها. وجاء ذلك إثر إعلان مكتب الإحصاءات الوطنية أمس أن 1.54 مليون بريطاني، يمثلون 5% من السكان، أصيبوا بالفايروس خلال الأسبوع المنتهي في 12 الجاري؛ 3.5% منهم من ذوي الأعمار المتقدمة. وأضافت الأرقام الحكومية أن الإصابات أكثر ما تكون وسط من فاقت أعمارهم 70 عاماً. وأعرب مسؤولو المدارس عن خشيتهم من موجة إصابات جديدة وسط المعلمين والطلاب، في وقت تأمل فيه المدارس بخوض امتحانات المرحلة الثانوية. وأوضحت مسؤولة استطلاعات العدوى بمكتب الإحصاءات الوطنية سارة كروفتس أن الإصابات الجديدة مرتفعة في كل المجموعات السّنّيّة، لكنها بلغت ذروتها وسط من تجاوزوا 75 عاماً. وقال وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد أمس: قررنا أن نمنح من تجاوزوا من العمر 75 عاماً ومن يعانون أمراضاً مزمنة جرعة تنشيطية لتحصينهم خلال فصل الربيع. وناشد مفوض الصحة الجديد في نيويورك الدكتور أشوان فاسان نحو 64% من سكان نيويورك الذين لم يتقدموا للحصول على الجرعة التعزيزية أن يسارعوا للحصول عليها. وتأتي هذه التطورات بعدما أعلنت شركة فايزر الدوائية الأمريكية الثلاثاء الماضي أنها طلبت من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية فسح جرعة تعزيزية ثانية (تعتبر رابعة بعد الجرعتين الأولى والثانية والتعزيزية الثالثة). وقالت إنها تستهدف بهذه الجرعة الرابعة الأشخاص الذين بلغت أعمارهم 65 عاماً وما فوقها. وأعلنت شركة موديرنا الدوائية الأمريكية الخميس الماضي أنها تقدمت بطلب الى هيئة الغذاء والدواء لفسح جرعة تنشيطية رابعة من لقاحها، تستهدف جميع البالغين من كل الأعمار. وذكرت منظمة غير ربحية تابعة للأمم المتحدة الخميس الماضي أنها توصلت الى اتفاق سيكون بمستطاع 35 شركة دوائية حول العالم أن تنتج بموجبه أقراص كوفيد-19 التي ابتكرتها شركة فايزر الأمريكية (باكسلوفيد)، لبيعها بسعر زهيد في 95 دولة متدنية الدخل، يقيم فيها أكثر من نصف عدد سكان المعمورة. نادي كوفيد.. مزيد من الشخصيات اللامعة استأثرت كوريا الجنوبية، وبريطانيا، وأستراليا بالعدد الأكبر من إصابات كوفيد-19 السبت. فقد أعلنت كوريا الجنوبية تسجيل 334708 إصابات جديدة، فيما سجلت بريطانيا 90349 حالة جديدة؛ فيما سجلت أستراليا 40 ألف حالة جديدة. وأدى تزايد إصابات كوريا الجنوبية الى ارتفاع العدد التراكمي لإصاباتها أمس الى 9.37 مليون إصابة؛ فيما تجاوز عدد إصابات بريطانيا أمس الأول 20 مليوناً. أما أستراليا فهي تقترب حثيثاً من 4 ملايين إصابة منذ اندلاع نازلة كورونا. شهد الأسبوع الماضي انضمام عدد من الشخصيات اللامعة الى نادي المصابين بكوفيد-19. فقد أعلنت الحكومة الآيرلندية أن رئيس وزرائها مايكل مارتن أصيب بالفايروس، أثناء قيامه بزيارة للولايات المتحدة. وكان أهم أركان الزيارة لقاء بينه وبين الرئيس الأمريكي جو بايدن. غير أن الرئيس الأمريكي اضطر إلى إلغاء المقابلة لعقد اجتماع مع ضيفه عبر دائرة تلفزيونية مغلقة. وأعلن الرئيس الأمريكي السابق باراك حسين أوباما الأحد الماضي إصابته بالفايروس. وكان السيد الثاني في البيت الأبيض داوغ إيمهوف، زوج نائبة الرئيس كمالا هاريس، قد أعلن إصابته بالفايروس الثلاثاء الماضي. وفي اليوم نفسه أعلن الكونغرس الأمريكي تأكيد إصابة 9 من أعضاء مجلس النواب من أعضاء الحزب الديموقراطي.