في حين يتواصل التراشق الإعلامي وحرب التصريحات بين حلف الناتو وموسكو، اتهمت أمريكا اليوم (الخميس) السلطات الروسية بطرد نائب سفير الولاياتالمتحدة بارت غورمان، واصفة ذلك بالخطوة التصعيدية وأنها تدرس إمكانية الرد. وقال المتحدث باسم السفارة الأمريكية في موسكو ريبهولتس في بيان: «يمكننا التأكيد أن روسيا طردت نائب رئيس البعثة الدبلوماسية للولايات المتحدة بارت غورمان، الذي كان ثاني مسؤول في السفارة الأمريكية لدى موسكو بعد السفير وعضوا محوريا في فريق إدارة السفارة»، مضيفاً: «اليوم أهم من أي وقت مضى أن يكون لبلدينا عدد كاف من الموظفين في البعثات الدبلوماسية التابعة لهما ليسهم ذلك في الحوار والاتصالات بين حكومتينا». وأشار إلى أن التصرف الروسي أدى إلى أن عدد موظفي البعثة الأمريكية في روسيا أقل بكثير من عدد موظفي البعثة الروسية في الولاياتالمتحدة، موضحاً أن هدف بلاده يكمن في تحقيق توازن أكبر في عمل البعثة. ودعا المتحدث باسم السفارة السلطات الروسية إلى وقف العمليات غير المبررة لطرد الدبلوماسيين الغربيين، لافتاً إلى أن غورمان لديه تأشيرة دخول سارية وهو قضى في روسيا اقل من 3 سنوات. بدورها، هددت وزارة الخارجية الروسية اليوم بالرد بإجراءات ذات طابع عسكري تقني في حال عدم استعداد الولاياتالمتحدة للتفاوض حول الضمانات الأمنية القانونية، مطالبة في ردها على ملفات الضمانات الأمريكية بضرورة سحب الناتو كل قوات الولاياتالمتحدة من شرق ووسط أوروبا. وقالت الوزارة: ننتظر من الناتو مقترحات ملموسة حول التثبيت القانوني لتخلي الحلف عن مواصلة التوسع شرقا، مشددة على ضرورة إجبار أوكرانيا على تنفيذ اتفاقات مينسك ووقف توريد الأسلحة لقواتها والتدريبات معها. ووصفت الخارجية الروسية مطالب الدول الغربية بسحب موسكو قواتها من مناطق معينة داخل الأراضي الروسية غير مقبولة وتقوض آفاق التوصل إلى اتفاقات، نافية وجود أي غزو لأوكرانيا أو خطط لشنها حرباً على الإطلاق. وقالت الخارجية الروسية: تخلي الناتو عن أي إجراءات تضر أمننا ضرورة مطلقة بالنسبة إلينا، مؤكدة أن مقترحاتها حول الضمانات الأمنية تأتي في حزمة واحدة ويجب النظر فيها دون الفصل بين مكوناتها. وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ قد اتهم روسيا بالتضليل تمهيداً للغزو، معرباً خلال مؤتمر صحفي في بروكسل خلال لقاء مع وزراء دفاع لدول الناتو لليوم الثاني على التوالي عن قلقه من محاولة روسيا تقديم الادعاءات والذرائع لشن هجوم على الجارة الغربية. وأكد ستولنبرغ أن عناصر الاستخبارات الروسية ينشطون في الشرق الأوكراني في محاولة للبحث عن ذريعة للغزو، موضحاً أنه لا يمكن دحض الحقائق التي تثبتها صور الأقمار الاصطناعية عن التعزيزات العسكرية على الحدود بين البلدين، محذراً من أن أي اعتراف روسي ب«دونيتسك» و«لوغانسك» سيكون انتهاكا لاتفاقيات مينسك.