على طريقة مؤسس تنظيم «الإخوان» حسن البنا، تبرأ القائم بأعمال مرشد الجماعة الإرهابية إبراهيم منير من جبهة إسطنبول بقيادة الأمين العام السابق للجماعة محمود حسين، وأشهر «سلاح التكفير» في وجه الجبهة المناوئة له معلنا أنهم ليسوا من الجماعة. وفيما تفتك الانشقاقات والخلافات قمة الهرم السلطوي للتنظيم الإرهابي، أعلنت جبهة لندن بقيادة منير، فصل القائم بأعمال المرشد الذي عينته جبهة إسطنبول مصطفى طلبة، وفصل قيادات الجبهة الآخرين ومنهم: مدحت الحداد، محمد عبدالوهاب، همام علي يوسف، رجب البنا، وممدوح مبروك. وأفادت جبهة لندن في بيان موقع «إخوان سايت» التابع لها أمس (الأحد): «ليسوا منا ولسنا منهم، كل من خرج عن الصف، وكل من ساهم في شق الجماعة، وترديد الافتراءات الكاذبة». وأكد بطلان اللجنة القائمة بعمل المرشد، معتبرا أن كل من شارك فيها اختار لنفسه الخروج عن الجماعة بمخالفته لوائحها وأدبياتها ورفض كل محاولات لمّ الشمل وتوحيد الصف. واعتبر أن القرارات تأتي لاستعادة حيوية العمل وانضباطه بما تفرضه حقوق هذه الدعوة. وأرجع بيان جبهة منير بطلان القرارات الصادرة عن جبهة إسطنبول إلى 3 أسباب: التعدي على الشرعية، ما تم من المخالفات والافتراء بأن هناك خطة لحرف الجماعة عن مبادئها وتجاوز ثوابتها، والإصرار على التمادي والاستمرار في الخطأ رغم النصح المتكرر. ورأى مراقبون سياسيون أن تفاقم صراعات الجماعة الإرهابية ليس مفاجئا بعد أن برزت خلافاتهم إلى العلن، ومن ثم فإن كل ما يحدث أو سيحدث مستقبلا سيكون أمراً طبيعياً لصراع بلا أخلاق، سقط فيه الجميع. ولفت هؤلاء إلى أن الأزمة اشتدت إثر الإعلان عن نتائج انتخابات الجالية المصرية فى تركيا وسقوط قائمة إبراهيم منير، واقتراب جبهة حسين من حسم الصراع، مؤكدين أن بيان جبهة لندن يعمق الانشقاق ويقود إلى استحالة الالتقاء في نقطة مشتركة، وهو ما سوف يؤدي إلى تشرذم الجماعة وانهيارها. فيما كشف قيادي منشق عن الجماعة أن «الإخوان» في طريق الانهيار الفعلي للتنظيم، مرجحا ظهور العديد من الصراعات خلال المرحلة القادمة. وكان مؤسس التنظيم الإرهابي حسن البنا أطلق عبارته «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين»، متبرئاً من عنف التنظيم الخاص للجماعة خصوصا اغتيال رئيس وزراء مصر السابق محمود فهمي النقراشي في مسعى يائس لتبرئة الجماعة من دمه بعد قراره حل التنظيم عام 1948.