مهما تردد من أقوال بأن الأجهزة اللوحية الذكية أزاحت الكتابة بخط اليد إلى متحف التاريخ الطبيعي، يحق القول إن الخطوط لا تزال تواصل صمودها الأسطوري أمام زحف لوحة المفاتيح الصماء. اختلف المؤرخون في تأريخ سيرة الخط اليدوي لكن أغلبهم مضوا إلى أن الكتابة اليدوية ظلت في حال تطور مذهل انتهى بها الأمر إلى اقتحام أعتى وأصلب أجهزة الحواسيب التي تتفنن في عرض حروفها وأشكالها. صحيح ما عاد الخط اليدوي مهنة يتكسب منها الخطاطون، غير أن جمال حروف لغة الضاد وتفردها دفعت كثيرا من غير الناطقين بها إلى سبر أغوارها حتى ولو في الصين. وفي يومه العالمي، احتفى عشرات الخطاطين بجميل صنعهم وبدائع حروفهم في منصة تويتر، وتبارى كثيرون في استعراض مواهبهم ورشاقة أصابعهم وهي تأخذ بالقلم في رشاقة أعادت للكتابة بلغة الضاد مجدها.. أما من ساءت خطوطهم بفعل فاعل أو بسبب إدمان الكي بورد.. لسان حالهم ينشد: إن «خطي» كدقيق في يوم ريح نثروه!