شارك سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن نايف بن بندر السديري في أعمال ندوة أقامها اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين تحت عنوان «العلاقات السعودية الأردنية ومئوية الدولة الأردنية - تاريخ من التعاون». وقال السفير السديري: «إن التجربة الأردنية في تأسيس الدولة، أثمرت وعبر كل هذا المسار عن دولة مدنية عصرية برؤى القيادة الحكيمة ووعي الشعب واستمرار الفعل الوطني الحقيقي، والمواطنة الصادقة، لتتضح هوية الدولة واستحقاقات التطور السياسي والاقتصادي وليكون الجميع على قدر عال من الوعي في مواجهة التحديات». وقال السفير السديري في الندوة التي أدارها الدكتور بكر خازر المجالي: «إن جلالة الملك عبد الله الثاني منذ تسلمه سلطاته الدستورية عام 1999 تابع نهج ورسالة الهاشميين، واستطاع جلالته أن يقدّم صورة الدولة الأردنية الحديثة، القادرة على تحقيق الإنجاز مهمّا كانت التحديات والصعاب». وتابع السفير السديري: «إن الأردنيين وهم يمضون بمئوية الدولة الثانية، شعبا يحمل هوية عربية إنسانية واحدة، يؤمنون ويخلصون للوطن ولقائد المسيرة، ويعملون لتعزيز الثوابت الوطنية والعربية والثقافية التراكمية، مؤمنين بدورهم الوطني في بناء وطنهم تحت ظل راية الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله الثاني». وأضاف السفير السديري: «إن المملكة العربية السعودية تشاطر المملكة الأردنية الهاشمية الاحتفال بذكرى المئوية، والتأسيس، للمملكتين الشقيقتين المتعاضدتين على مر التاريخ، فكما يعلم الجميع فالعلاقات بين المملكتين والأسرتين المالكتين والشعبين الشقيقين متجذرة، وأصيلة، منذ عهد مؤسسي البلدين جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وشقيقه جلالة الملك عبدالله الأول - رحمهما الله وطيب ثراهما وجزاهما عن بلديهما وشعبيهما والأمتين العربية والإسلامية خير الجزاء- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين - يحفظهما الله». وبين السفير السديري أن العلاقة المميزة التي جمعت بين مملكتين توأمتين، متجاورتين، يحملان ذات الهوية، والجذور، والتاريخ، والقيم، تماماً كما يحملان لواء الوسطية والاعتدال في نهجيهما، وسياستيهما الحكيمتين، ومصالحهما العليا والواحدة، إذ كل بلد يرى في الآخر عمقه الإستراتيجي؛ فهي بالتالي علاقة قائمة على قاعدة صلبة، قوامها وحدة الموقف، ووحدة المصير، والهوية المشتركة، والأمن الوطني المشترك. وأضاف: «الحقيقة أنه يصعب الحديث اليوم داخل إطار البيئة الدولية وخاصّةً التي تدخل ضمن نطاق العلاقات السياسية الدولية عن علاقات نموذجية كالعلاقة الفريدة التي تجمع المملكتين الشقيقتين قيادة وشعباً وإرثاً تاريخياً وثقافيا عظيماً، ترتقي إلى أعلى المستويات من التعاون المطلق، ووجهات النظر الموحدة والقواسم المشتركة، ليس فقط ذلك.. لا بل والسّير على خريطة الطريق نفسها في زمن باتت تشهد فيه الدُّول أزمات وتحوُّلات وتوترات عميقة على كافة الأصعدة السياسية منها والدبلوماسية على حدٍ سواء». وقال السفير السديري: «بلا شك إن العلاقات التي تربط الشعبين الشقيقين السعودي والأردني تؤكد على أن التواصل الثقافي بين الشعوب والدبلوماسية الشعبية، والثقافية، من خلال الفعاليات الثقافية والاجتماعية المختلفة، هي الطريق الأمثل لإيجاد مزيد من أواصر المحبة والنماء، وتقوم أيضا بدور هام ومؤثر في بناء الشعوب وتلاحمها وفي حياة الأمم وفي ترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية والفنية والجمالية بين الشعوب المختلفة، فما بالنا بالشعبين الشقيقين السعودي والأردني، الذين هما في الواقع متطابقان في كل شيء». وأشار السفير السديري إلى الحراك الثقافي في السعودية الذي أصبح يحتل موقعا ثقافيا متقدما بين دول العالم، وذلك للنقلة النوعية التي يعشيها المشهد الثقافي المحلي، ما يمثّل أحد أهم مظاهر التحول التنموي والحضاري الكبير الذي تشهده المملكة منذ إطلاق رؤيتها الطموحة 2030، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - يحفظهما الله- اللذين يوليان الشأن الثقافي جل العناية والرعاية والاهتمام، والدعم والتشجيع. وتحدث الدكتور بكر خازر المجالي عن عمق العلاقات بين البلدين، والتنسيق والتوافق الدائم في مختلف قضايا المنطقة وعلى أعلى المستويات، مؤكدا أن العلاقات بين المملكتين تعد دعامة للعمل العربي المشترك. وفي ختام الندوة التي حضرها نخبة من الأدباء والمثقفين الأردنيين، قدم رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين محمود سالم رحال للسفير السديري عضوية شرفية في الاتحاد.