يبدو أن سلالة أوميكرون، المتحورة وراثياً من فايروس كورونا الجديد، عاقدة العزم على أن تترك بصمتها خلال هذا الموسم من مناسبات نهاية السنة الميلادية. فقد بدأ تفشيها يتسارع بشكل جنوني، إذ ارتفع العدد التراكمي للمصابين منذ بدء نازلة كورونا إلى 274 مليوناً قبيل انتصاف نهار السبت؛ مع ارتفاع عدد وفيات العالم أمس إلى 5.36 مليون وفاة؛ بعدما انضم إلى قيد الوفيات 6765 شخصاً خلال الساعات ال 24 الماضية. واستمر تفشي الفايروس خلال يومي نهاية الأسبوع بمعدل يفوق 700 ألف إصابة جديدة يومياً (714001 الخميس، و710028 الجمعة). وكانت الولاياتالمتحدة الأشد تضرراً، إذ سجلت الخميس 138885 إصابة، و193305 إصابات الجمعة. وجاءت بريطانيا تاليةً، خارقة كل أرقامها القياسية السابقة؛ إذ سجلت الجمعة 93045 حالة جديدة، و88376 حالة جديدة الخميس، و78610 الأربعاء. وفي كلا البلدين، علاوة على جميع الدول الأوروبية يبدو أن إجازات عيد الميلاد وحفلات رأس السنة أضحت مستحيلة تماماً. وسجلت ولاية نيويورك الجمعة 21027 إصابة جديدة، متخطية الرقم القياسي الذي سجلته في يناير 2021 وهو 19942 حالة جديدة. ويندر أن تجد ولاية أمريكية ليس فيها شكوى من ضغوط مكثفة على طاقات المشافي. وبدأت دول عدة تطبيق إجراءات مشددة بشأن سفر مواطنيها منها، وقدوم الأجانب إليها. وتجدد الحديث بقوة في بريطانيا أمس عن ضرورة إعلان إغلاق كامل للبلاد، في مسعى يائس لإبطاء تفشي سلالتي دلتا وأوميكرون. وأشارت أرقام وزارة الصحة البريطانية أمس إلى أن الإصابات بأوميكرون مرتفعة في العاصمة لندن في جميع الفئات العمرية، باستثناء الأطفال. وبدت شوارع لندن وقطاراتها أمس شبه خالية من الناس، على رغم أن لندن يقطنها أكثر من 10 ملايين نسمة. وتوضح الأرقام أن الإصابات في عاصمة الضباب والبرد القارس أضحت مماثلة لمستواها في يناير الماضي، عندما كانت لندن قد استسلمت لسلالة ألفا. لكنها هذه المرة غدت مستعمرة لسلالة أوميكرون. وتقول الحكومة البريطانية إن الموجة الحالية يتصدرها المراهقون والشباب من سن 20 و30 و40 عاماً. كما أن الإصابات وسط من تزيد أعمارهم على 60 عاماً ارتفعت بعد ظهور أوميكرون وهيمنتها على المشهد الصحي اللندني. وأعلنت الحكومة الأسكتلندية أن أوميكرون غدت مهيمنة أيضاً في أسكتلندا. وأبلغت حكومتا مقاطعتي ويلز وأيرلندا الشمالية عن ارتفاع كبير في الحالات الجديدة، حيث يتضاعف عددها كل يومين إلى ثلاثة أيام. وقالت رئيسة الحكومة الأسكتلندية نيكلا ستيرغن، في مؤتمر صحفي أمس: تسونامي الإصابات الذي حذرتُ منه قبل نحو أسبوع بدأ يضربنا. وقال بيان أصدره علماء جامعة الملك في لندن أمس إنه، طبقاً لإحصاءات وكالة الأمن الصحي الحكومية البريطانية؛ فإن الخطر من إعادة الإصابة بأوميكرون يفوق خطر الإصابة الثانية بسلالة دلتا خمسة أضعاف. وخلص العلماء إلى أن تحليل هذه المعلومات يقود إلى أن المناعة التي يوفرها التعافي من الإصابة السابقة يتضاءل إزاء أوميكرون إلى أقل من 19% فقط. وأعلنت الحكومة البريطانية أمس الأول أنها سجلت (الجمعة) 3201 إصابة بأوميكرون، نحو ضعف ما تم تسجيله لهذه السلالة الخميس، وهو 1691 إصابة جديدة. وبذلك ارتفع العدد الكلي لإصابات بريطانيا بأوميكرون إلى 14909 إصابات. ونسبت صحيفة «الغارديان» أمس إلى مديرة وكالة الأمن الصحي الدكتورة سوزان هوبكنز تحذيرها من أن الإصابات بأوميكرون قد ترتفع إلى مليون إصابة يومياً بحلول نهاية ديسمبر الجاري. وأوردت بلومبيرغ أمس دراسة لعلماء جامعة هونغ كونغ أكدت أن أوميكرون تتفشى بسرعة أكبر 70 مرة من سرعة تفشي سلالة دلتا. وأوضحت الدراسة أن أوميكرون تتسرب إلى الشعب التنفسية في جسم المصاب في غضون 24 ساعة من العدوى. لكنها قالت إن أوميكرون تستنسخ نفسها بمعدل يقل 10 مرات في خلايا الرئتين، مقارنة بالسلالة الأصلية للفايروس؛ وهو ما يمكن اعتباره دليلاً على أن ما تسببه من مرض أقل تفاقماً من بقية السلالات. وطالبت اللجنة العلمية التي تقدم المشورة إلى حكومة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في اجتماع الخميس، بضرورة إعلان إغلاق كامل لمدة أسبوعين قبيل بدء السنة الجديدة (2022). وهي توصية ستناقشها لجنة الطوارئ الحكومية برئاسة جونسون خلال الأسبوع الجديد. وأدى تسارع تفشي أوميكرون في أوروبا إلى اتخاذ تدابير وقائية مشددة في عدد من الدول، خصوصاً فرنسا التي أعلنت قيوداً على دخول البريطانيين، بعدما سجلت فرنسا الخميس رقماً قياسياً من الإصابات، بلغ 88376 حالة جديدة، تزيد بنحو 10 آلاف إصابة مقارنة باليوم السابق. وأعلنت أكثر من 75 دولة حول العالم وجود أوميكرون في أراضيها. وحذرت أسوشيتد برس، أمس (السبت)، من أنه إذا ثبت أن أوميكرون أقل وطأة من سلالة دلتا، فإن ذلك قد يعرّض حياة المصابين بمشكلات في المناعة والمسنين لخطر شديد. وإذا ثبت أنها أقدر على التفشي السريع؛ فإن وقوع عدد كبير من الإصابات ينطوي ضمناً على أن كثيراً من الإصابات ستتفاقم لتتردى صحة المصابين بها. حققت السعودية، (الجمعة)، تقدماً صحياً جديداً، بانحدارها من المرتبة ال 62 إلى المرتبة ال 63 في قائمة ترتيب الدول من حيثُ عددُ إصابات كل منها، طبقاً لرصد موقع ويرلدأوميتر. وأورد الموقع أن المملكة العربية السعودية سجلت ارتفاع العدد التراكمي لإصاباتها، (الخميس)، إلى 550622 إصابة، نجمت عنها 8860 وفاة منذ اندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد مطلع السنة الماضية. وجدد الخبراء الصحيون القول إن هذا التحسن يضاف إلى سجلات إنجاز الجهات الحكومية المختصة بمكافحة الأزمة الوبائية. أوميكرون... تغزو العالم - أعلنت جامعة كورنيل الأمريكية أن الإصابة بأوميكرون عالية وسط طلابها البالغة أعمارهم 18 - 24 عاماً، وقالت إن نتيجة فحص 115 طالباً أكدت إصابتهم جميعاً بأوميكرون. - ذكرت ولاية تكساس الأمريكية أمس أن عدد الحالات الجديدة ارتفع بنسبة 43% خلال أسبوع. وأضافت أنها سجلت 5011 حالة جديدة خلال الساعات ال 24 الماضية، بزيادة 17% عن اليوم السابق. - قررت أيرلندا إغلاق جميع الحانات والمطاعم بحلول الثامنة مساء كل يوم. وقال رئيس الوزراء مايكل مارتن أمس إن الإصابات بأوميكرون تمثل 35% من الحالات الجديدة في بلاده. - أعلنت سويسرا حظر غير المطعّمين من دخول المطاعم، والأندية الصحية، والمرافق العامة، اعتباراً من 20 الجاري. - قالت حكومة مقاطعة ويلز البريطانية أمس إنها قررت عودة العمل بالتباعد الجسدي مسافة مترين، وإلزام محلات السوبرماركت بنظام الاتجاه الواحد اعتباراً من 27 الجاري. - قررت مقاطعة كوينزلاند الأسترالية فرض ارتداء الكمامة في جميع الأماكن العامة اعتباراً من أمس (السبت). وأعلنت مقاطعة نيو ساوث ويلز المجاورة تسجيل عدد قياسي من الحالات الجديدة (2213 حالة الجمعة). - حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن الليل قبل الماضي من أن الأشخاص غير المطعّمين سيواجهون ما سماه «شتاء المرض الشديد والموت».